أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، اليوم الخميس، أنه طلب من جهاز "شرطة الشرطة" فتح تحقيق إداري وتقديم تقييم تقني للتدابير الأمنية المتخذة في "جادة الإنكليز" بمدينة نيس ليلة الاعتداء الذي أوقع 84 قتيلاً خلال الاحتفالات بالعيد الوطني في 14 يوليو/ تموز الماضي.
ويأتي هذا الإعلان بعد تفاقم الجدل حول وجود ثغرات أمنية كبيرة سهلت للتونسي محمد لحويج بوهلال أن يتوغل بشاحنته في "جادة الإنكليز" بسهولة ويرتكب الاعتداء.
واتهمت بلدية نيس الحكومة بالتقصير وعدم توفير ما يكفي من رجال الشرطة الوطنية لحماية المدينة، في حين فندت الحكومة هذه الاتهامات، مؤكدة أن عناصر الشرطة الوطنية كانت تحرس موقع الاعتداء بالتنسيق مع شرطة البلدية.
ونشرت صحيفة "ليبراسيون" اليوم تحقيقاً مطولاً كشفت فيه بالأدلة عدم وجود أي عنصر من الشرطة الوطنية في المكان الذي توغلت فيه شاحنة المعتدي، وهذا ما يتناقض تماماً مع تصريحات وزارة الداخلية.
وأكدت الصحيفة بالاستناد إلى شرائط كاميرات المراقبة وشهود عيان ومصورين، أن عناصر قليلة من شرطة البلدية كانت متواجدة عند المدخل المخصص للراجلين، وأن سيارة وحيدة تابعة للشرطة المحلية كانت مركونة عند مدخل الجادة. السيارة لم تكن كافية لصد شاحنة بوهلال التي توغلت عبر الرصيف لتتجه نحو الحشود في منطقة ممنوعة على الشاحنات والسيارات. واتهمت الصحيفة الحكومة بالتعتيم على هذا التقصير الأمني في تصريحات سابقة.
ورد كازنوف بعنف اليوم على "ليبراسيون"، مشككاً في "الأمانة المهنية" للصحافيين، الذين أنجزوا التحقيق ودان ما وصفه بـ"اللجوء إلى طرق شبيهة بنظرية المؤامرة، وهي طرق خطيرة لأنها توحي بأن رئيس الوزراء ووزير الداخلية عمدوا إلى تزييف الوقائع".
وكان رئيس جهة "رون آلب ـ نيس" ورئيس بلدية نيس السابق كريستيان آستروزي، وجها أصابع الاتهام إلى الحكومة ليلة الاعتداء، متهمين إياها بالتقصير في توفير الحماية اللازمة للمدينة، وتساءلا حول الكيفية التي توغلت بها الشاحنة في "جادة الإنكليز" من دون أن تجد أمامها حواجز رادعة.
وطالب رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي، المنتمي للمعارضة اليمينية اليوم، بعد نشر تحقيق صحيفة "ليبراسيون" بفتح تحقيق مستقل للكشف عن حقيقة الإجراءات الأمنية المتخذة في نيس ليلة اعتداء العيد الوطني. كما طالب حزب الجبهة الوطنية المتطرف باستقالة وزير الداخلية بعد ثبوت "تقصير" وزارته مديناً اتهام هذا الأخير للصحيفة "باللجوء إلى نظرية المؤامرة".