استهداف سفينة باب المندب: تصعيد الحوثيين بحراً

02 أكتوبر 2016
تعتبر العملية عملاً عسكرياً نوعياً(Getty)
+ الخط -
مثّل حادث استهداف سفينة إماراتية من قبل مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم، قرب باب المندب، تحولاً لافتاً ينذر بمزيد من التصعيد للحرب الدائرة في اليمن، إذ اعتبره التحالف العربي مؤشراً على توجه لاستهداف الملاحة الدولية في الممر الدولي، الذي يعد أهم موقع استراتيجي تشرف عليه اليمن، وبات تحت سيطرة التحالف منذ أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

وأظهر مقطع فيديو بثته قناة "المسيرة" الرسمية التابعة للحوثيين لحظة استهداف السفينة، فجر يوم السبت الماضي، إذ تم رصدها ومتابعتها وتحديد موقعها، قبل استهدافها بصاروخ نتج عنه انفجار كبير. وقال الحوثيون إنها تعرضت لتدمير كامل، بينما كانت تقترب من منطقة المخا الساحلية القريبة من باب المندب، فيما كانت مصادر مقربة من الجماعة قد ذكرت لـ"العربي الجديد"، منذ الساعات الأولى للحادثة، أنها استهدفت بارجة حربية إماراتية، وفي وقت لاحق تأكد أنها سفينة.

من جانبها، أعلنت القوات المسلحة الإماراتية، في بيان نقلته وكالة أنباء البلاد الرسمية (وام) أن إحدى سفنها المؤجرة تعرضت لـ"حادث في باب المندب في أثناء رحلة العودة من مهمتها المعتادة، قادمة من عدن دون وقوع أية إصابات". وفي وقت لاحق، مساء السبت، أعلن التحالف أن "المليشيات الحوثية استهدفت السفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، التي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن".

وتعتبر عملية استهداف السفينة، عملاً عسكرياً نوعياً، إذ تمكن الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لأول مرة من استهداف سفينة تابعة للتحالف قرب باب المندب، بإحداثيات وإصابة دقيقة وثقتها الجماعة بتسجيل مصور، الأمر الذي فتح الباب للمحللين أمام احتمال أن تكون الجماعة قد حصلت على أسلحة جديدة، في ظل الاتهامات المستمرة الموجهة من السعودية والحكومة اليمنية لإيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن السفينة من نوع سويفت (HSV-2 SwiftK) أسترالية الصنع، وكانت تابعة للقطاع الخاص، جرى استئجارها من قبل بحرية الولايات المتحدة الأميركية، استُخدمت خلال الحرب لنقل إمدادات عسكرية، وتتميز بسرعتها العالية، تحمل حوامة وغواصة غير مأهولة لكشف الألغام، واعتباراً من العام 2015، جرى استخدامها من قبل شركة الجرافات البحرية الوطنية في الإمارات، وهي في الأساس سفينة إمداد تستخدم لأغراض عسكرية وإنسانية.

من زاوية أخرى، كان توقيت الاستهداف من أبرز ما أثار التساؤلات حول الحادثة، إذ إنه جرى استهدافها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يوافق الذكرى الأولى لإعلان التحالف السيطرة على منطقة "باب المندب" التابعة إدارياً لمحافظة تعز، بعد مواجهات مع الانقلابيين، وعلى الرغم من ذلك، فإن السيطرة الفعلية على الممر الدولي لم تكن للحوثيين أو القوات المتحالفة معهم، بل كان التحالف هو الطرف المسيطر على المياه الإقليمية اليمنية منذ الساعات الأولى لعملياته في اليمن.

ويعتبر باب المندب الموقع الاستراتيجي الأهم الذي يشرف عليه اليمن، وكانت المنطقة القريبة منه وتحديداً مديرية ذباب ساحة معارك متقطعة ترتفع وتيرتها من حين إلى آخر، بين قوات الشرعية والتحالف، التي تحاول التقدم من جهة محافظتي عدن ولحج الجنوبيتين، وبين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، والتي حاولت إعاقة التقدم أكبر قدر ممكن، منذ تصاعد المعارك مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

ويثير استهداف السفينة مخاوف من أن تكون بداية لتصعيد باتجاه البحر، يهدد الملاحة الدولية عبر باب المندب، والذي يمر منه ما يقدر بحوالى 8 في المائة من التجارة العالمية. وقد عبر التحالف في بيان مساء السبت عن هذه المخاوف، إذ اعتبر أن استهداف السفينة الإماراتية "مؤشر خطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية، والسفن الإغاثية، في باب المندب".

المساهمون