وكتب الصيادي في منشور على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك": "أعلن استقالتي من الحكومة بصورة نهائية... للأسباب التي سأذكرها في بيان لاحق".
وكان الصيادي قد دعا في وقت سابق الشهر الجاري إلى التظاهر للمطالبة بعودة الرئيس عبدربه منصور هادي، الموجود في السعودية، إلى بلاده، في تلميح إلى قيود يفرضها التحالف تواجه عودته.
وجاء إعلان الصيادي عن الاستقالة بعد أن أكّد نائب رئيس الحكومة اليمنية، وزير الخدمة المدنية، عبد العزيز جباري، الثلاثاء، أنه قدّم استقالته من الحكومة الشرعية، وألمح إلى أن التحالف العربي يضع قيوداً أمام عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن، مطالباً دول التحالف بالتعامل مع "اليمن" باحترام.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة "اليمن" الفضائية الحكومية، عقب يوم من تداول أنباء عن تقدمه بالاستقالة رسمياً، وقال إنه وصل إلى قناعة بأن وجوده داخل الحكومة لا يحقق "الغرض الوطني" لوجوده، وإنه سيستمر كمستشار للرئيس اليمني، إذا طُلب منه ذلك.
وبرّر جباري ابتعاده عن المشهد السياسي في الفترة الماضية، بعد تصريحات أطلقها انتقد فيها التحالف العربي، وقال "فضّلت أن أبتعد عن المشهد قليلاً"، وأن له وجهة نظر في أهمية تقييم الأداء الحكومي (للشرعية).
ودعا الوزير اليمني المستقيل إلى أهمية تصحيح العلاقة بين الحكومة اليمنية والتحالف العربي، وقال "العلاقة ما بيننا وبين الإخوة في التحالف يجب أن تُصحح، يجب أن تكون علاقة ودية، علاقة شراكة"، وإنها "لا يجب أن تكون علاقة تابع ومتبوع".
وقال جباري "الحرب منذ ثلاث سنوات ولم نستطع أن نهزم هذا المشروع الانقلابي الذي سبب للبلد الكوارث، ولا بد من إعادة التقييم"، ملمحاً إلى أنه قد يكون من بين الأسباب وجود جهات لا تريد حسم المعركة، بعد أن كان قد وجّه في تصريحات سابقة اتهامات إلى التحالف بعرقلة الحسم.
ونفى جباري أن يكون الرئيس هادي محتجزاً في العاصمة السعودية الرياض، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هادي لا يستطيع العودة إلى عدن التي تُوصف بـ"العاصمة المؤقتة"، وقال "لهذا أنا قلت لا بد من تصحيح العلاقة مع التحالف"، ودعا في الوقت ذاته إلى التعامل مع اليمن كبلد صاحب حضارة وليس كجمهورية من جمهوريات الموز، وشدد على أهمية "التعامل مع اليمن باحترام"، وأن ذلك يقتضي التعامل مع الرئيس هادي باحترام ومع المغتربين اليمنيين كذلك، وقال "لا يمكن أن نقبل الإهانة" من أيٍ كان.
ويعدّ جباري من أبرز مسؤولي الحكومة اليمنية في الفترة الماضية، ويشغل أيضاً منصب الأمين العام لحزب العدالة والبناء، وكان الأمين العام لما يُعرف بـ"مؤتمر الرياض" حول اليمن، الذي عُقد في 2015، كذلك كان نائباً لرئيس وفد الحكومة المفاوض في جولات المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة، وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي أطلق تصريحات تثير استفسارات حول سياسات التحالف وإقامة الرئيس هادي، قبل أن يتوارى عن الأنظار في الفترة الماضية.
بدوره، أعلن وزير الدولة في الحكومة اليمنية الشرعية، صلاح الصيادي، استقالته من الحكومة، من دون إبداء أسباب. وقال الصيادي على صفحته في موقع "فيسبوك": "أعلن رسمياً استقالتي من الحكومة بصورة نهائية، لأسباب سأذكرها لاحقاً".