استفحال أزمة القطاع الصحي الليبي

20 يونيو 2016
نقص المواد الطبية يهدد القطاع الصحي الليبي (فرانس برس)
+ الخط -
يرقد سالم بن إسماعيل مع ابنه في قسم الأمراض السارية في مركز طرابلس الطبي في ليبيا منذ أيام، يقول لـ"العربي الجديد": "المركز شبه متوقف عن العمل، يوجد القليل من الأدوية، وبعض أطباء". ويضيف: "نذهب كل يوم إلى المختبر لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، ثم نحضرها إلى الطبيب لمراقبتها"، مشيراً إلى أن الأطباء العاملين في المستشفى، هم من الخريجين الجدد، إذ لا يوجد أي طبيب مخضرم، كما لا يوجد أطباء متخصصون، ويرجح السبب في ذلك إلى عملهم في المصحات والمستشفيات الخاصة.
بينما يؤكد الطبيب علي الورفلي في قسم الإسعاف، غياب المعدات الطبيبة والأدوية في المركز، "المركز لا يحتوي إلا على بعض الأدوية الخاصة بتعقيم الجروح". وكان مركز طرابلس الطبي يعد من أهم المراكز الطبية في ليبيا، إذ يحتوي على نحو 1450 سريراً، وكان يضم ما يقارب ألف طبيب وطبيبة، وقرابة 3000 موظف.
ويواجه القطاع الصحي في ليبيا تحديات كثيرة، أبرزها غياب اليد العاملة المتخصصة، ويقول مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة في طرابلس محمد العبيدي : "إن الخدمات الصحية في ليبيا تحت الصفر، كما أن عدد المستشفيات بدأ يتقلص تدريجياً، إذ إن المستشفيات التي تعمل حالياً لا يتجاوز عددها 106، موزعة على أنحاء البلاد".


ويوضح أن أسباب تدني الخدمات الصحية يعود بالدرجة الأولى إلى مغادرة اليد العاملة الأجنبية البلاد والتي تشمل طواقم التمريض والعناصر الطبيبة المساعدة، وذلك بسبب تردي الأوضاع الأمنية فضلاً عن عدم سداد مستحقاتهم المالية منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، مشيراً أن معظم العمالة من الهند وأوكرانيا وبنغلاديش والفليبين، غادرت البلاد.
ويلفت أن المستشفيات التي تعمل حالياً، جلها في المدن الكبيرة فقط، فيما المستشفيات داخل المناطق النائية معطلة باستثناء مركز سبها الطبي في المنطقة الجنوبية.
من جهته، يحذر مدير إدارة الإعلام في وزارة الصحة مفتاح محمد من تفاقم أزمة رحيل العمالة الأجنبية، في ظل غياب الإحصاءات الدقيقة، إذ أن هذا النقص ينعكس سلباً على القطاع الصحي.

وكانت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، قد أعلنت إجلاء حوالي 3600 هندي من ليبيا، فيما لا يزال هناك نحو ألفي هندي فقط. وتعتمد معظم المستشفيات الليبية حالياً على تبرعات المواطنين بعد أزمة التقشف التي تمر بها البلاد والتأخر في اعتماد الموازنة للعام الحالي. ويظهر ذلك من خلال وجود العديد من صناديق التبرع في مركز طرابلس الطبي. والمركز يعاني من الإهمال، كما أن عدد العاملين فيه لا يصل إلى أكثر من 30% من العدد الإجمالي.


المساهمون