ويستقوي أوباما في هذا الاختيار باللوبي اليهودي القوي الضاغط في واشنطن في معركته المنتظرة مع الجمهوريين، الأغلبية المهيمنة على مجلس الشيوخ الأميركي، الذين يرفضون الاختيار من حيث المبدأ تحت مبرر أن هذه هي السنة الأخيرة لأوباما في الحكم ولا يستحسن أن يتولى إصدار قرار مصيري كهذا في سنة انتخابية.
ويقترح الجمهوريون ترك قرار التعيين للرئيس الأميركي المقبل مستغلين أغلبيتهم في مجلس الشيوخ الذي يتعيّن عليه المصادقة على قرارات التعيين الصادرة من البيت الأبيض لتصبح نافذة.
ولم يكف الشيوخ الجمهوريون أن اختيار أوباما وقع على قاض معتدل يميل إلى الوسطية ولا يوصف بالليبرالية أو بالمحافظة، كما لم يكفهم أنه يبلغ من العمر 63 عاما، للاطمئنان إلى أنه لن يستمر كسلفه المحافظ عقودا في عضوية المحكمة، فبادروا إلى الإعلان عن رفضهم لتحديد موعد لجلسة استماع إليه تمهيدا للمصادقة على تعيينه، رافضين حتى مجرد مقابلته.
وجاء إعلان أوباما في كلمة ألقاها من حديقة البيت الأبيض وإلى يساره القاضي غارلاند، وإلى يمينه نائبه جو بايدن الذي كان له رأي سابق منذ عهد الرئيس رونالد ريغان بأن قرارات كهذه لا يجوز اتخاذها في أي سنة انتخابية، وعندما وجّهت إليه انتقادات بأنه يتبنى معايير مزدوجة في هذا الأمر، أصدر بيانا يؤكد فيه أنه ما يزال عند رأيه السابق ولم يتراجع عنه.
وأشاد أوباما بالقاضي غارلاند متحدثا عن تاريخه المهني، قائلا إنه أمضى 19 عاما رئيسا لمحكمة استئناف العاصمة وعرف بمهنيته طوال تلك السنوات. كما أشار إلى أنه مولود في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي التي سبق أن مثّلها أوباما في مجلس الشيوخ قبل نجاحه في انتخابات الرئاسة عام 2008. وإضافة إلى ذلك، فإن القاضي غارلاند درس القانون في جامعة هارفارد العريقة التي التحق بها أوباما لاحقا، ولكن من غير المعروف إن كانت تجمعه معرفة به أثناء الدراسة أو قبل ذلك.
وأكد أوباما أنه سيرسل غدا القاضي غارلاند إلى مجلس الشيوخ بقرار التعيين لمنحه الفرصة العادلة في الاستماع إليه، محذرا الجمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ من أن رفضهم الاستماع إليه سيكون بمثابة تقاعس عن أداء دورهم الدستوري.
يشار إلى أن القاضي غارلاند له أحكام سابقة تحمل دلالات على اتجاهه الوسطي، ومن أبرز الأحكام التي أصدرها قرار قبل سنوات قضى بحرمان معتقلي غوانتانمو من الاستنجاد بالمحاكم المدنية الأميركية.