احتفالات "البونفاير"

05 نوفمبر 2016
يقام المهرجان في 5 نوفمبر سنوياً(جوستين تاليس/ فرانس برس)
+ الخط -

"تذكر، تذكر الخامس من نوفمبر/ خيانة البارود والمؤامرة، لا أرى مبرراً للخيانة/ لماذا خيانة البارود، أبدا أبدا لن ننسى"، أبيات قيلت في فيلم "فانديتا" الشهير الذي ألهب قِنَاعُهُ الضّاحك آلاف الشباب حول العالم، فارتدوه علامة على المعارضة باستخدام الفوضى، ورفض الظلم بواسطة التخريب. 


كل عام في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني يضيء البريطانيون المشاعل وتنطلق الألعاب النارية لتذكرهم بحظهم السعيد الذي مكنهم من القبض على جاي فوكس مباشرة قبل محاولته تفجير مبنى البرلمان في عام 1605. وكان فوكس ورفاقه المتآمرون الاثنا عشر قد خططوا لاغتيال الملك جيمس الأول.

كانت المشاعر المناهضة للبابوية الكاثوليكية قد بدأت في عهد الملكة، إليزابيث الأولى، بعد أن طردها في عام 1570. وسرعان ما بدأت الملكة في إعدام الكهنة ومنع الكاثوليك من أداء القداس، آنذاك، كان الفرار من البلاد هو شغلهم الشاغل. ومع وصول جيمس الأول للسلطة، تجددت آمال الكاثوليك بانتهاء القمع، لكن لسوء حظهم أعلن الملك جيمس أن الكاثوليكية ما هي إلا خرافة.

أعاد الملك جيمس قوانين الحظر التي كانت مطبقة على الكاثوليك، والتي خففها بعد توليه السلطة مباشرة، ولكن المعارضة الشديدة من البرلمان جعلته يعود في قراره، ويعيد الحظر مُتشدداً مرة أخرى. أحس مجموعة من الشباب الكاثوليك بالظلم، وأن الحكومة قد خانتهم، فقرروا الاستيلاء على الحكم، وتدمير الحكومة، واغتيال الملك أثناء وجد الجميع في مبنى البرلمان، فقاموا بتهريب براميل البارود في أقبية المبنى، ولكن حدثت خيانة للمتآمرين، فانكشف أمرهم وقبض عليهم وأعدموا جميعاً.

بعد الكشف عن المؤامرة، بدأ الناس في التجمع، وحرقوا دمى ترمز للمتآمرين. وقبل لحظات قليلة من إعدام جاي فوكس يوم 31 من يناير/كانون الثاني، قفز فوكس من فوق منصة الإعدام وكسر عنقه للنجاة من طرق الإعدام غير الإنسانية والبطيئة المتبعة آنذاك.
وفي يناير/ كانون الثاني 1606، أعلن البرلمان يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عيداً وطنياً لتقديم الشكر، وجعلوه عطلة بالبلاد.

المؤامرة الضخمة ضربت على الوتر الحساس للنظام الملكي البريطاني، فلايزال حتى يومنا هذا يوضع الحرس على الأماكن التي تسلل منها المتآمرون، ولا يزال الحراس يجرون التفتيش في البرلمان قبل جلوس الرئيس على كرسيه، وعند حضور الملكة تجنباً، لوقوع مثل تلك الحادثة مرة أخرى.

امتدت الاحتفالات إلى مدن أخرى وأصبحت عادة سنوية أن يتم حرق الدمى، وتحول اليوم للمناداة بحظر أعمال الشغب عند الاحتجاج، وتجنب أعمال الحرق العشوائي للمباني، وأن يكون الاحتجاج سلمياً بغير إراقة دماء.

يُعرف المهرجان في بريطانيا باحتفال الموقد، وتعد مدينة لويز صاحبة الاحتفالات الأضخم والأكثر تميزاً في البلاد، أي أنّ المهرجان تحوّل رسمياً إلى يوم للتنديد بالعنف والتركيز على الأدوات السلمية في التعبير.

الجماعات التي تحتفل في مدينة لوز بالمهرجان كثيرة ومتعددة، ولكل جماعة منهم مكان للتجمع مثل الحانات والشوارع، ولكل منها لون مميز لملابسها، وبعضها تشكيلات لونية فريدة وتتمثل في الشرائط والسراويل البيضاء والأحذية العالية والقبعات الحمراء والأزياء المفصلة، والتي تعبر عن الحقبة التي وقعت بها المؤامرة.

دلالات
المساهمون