اجتماع وزراء الأطلسي: تقاسم أعباء الدفاع والعلاقات مع روسيا

بروكسل

لبيب فهمي

avata
لبيب فهمي
04 أكتوبر 2018
DF1B9F0B-33A9-4985-9AD0-90FE203A1A20
+ الخط -

يعقد وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي، اليوم الخميس، اجتماعاً قصيراً في العاصمة البلجيكية بروكسل، لمراجعة تنفيذ قرارات قمة بروكسل والتعاون بين دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ملف تقاسم أعباء الدفاع بين الحلفاء والعلاقات مع روسيا. وكان الوزراء قد التقوا، أمس الأربعاء، خلال مأدبة عشاء مغلقة.

ما زال ملف تقاسم الأعباء بين الدول الأعضاء مخيّماً على كل اجتماعات الحلف منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية. وينتظر أن يقدم وزراء دفاع الحلفاء تقريراً عن الجهود المالية التي لا تزال مطلوبة لتحقيق هدف تخصيص 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الدفاع.

في هذا الإطار، قال الخبير في الشؤون الدفاعية أوليفييه جهان لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد التذكير بأن الحلفاء الأوروبيين وكندا زادوا إنفاقهم الدفاعي بنسبة 5.2 في المائة في العام الماضي، وبمبلغ 41 مليار دولار خلال العامين الماضيين، ينتظر من الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أن يحث الحلفاء على مواصلة جهودهم لتحقيق هدف إنفاق 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2024، كما تم الاتفاق على ذلك". نقطة لم يتردد ستولتنبرغ في إبرازها خلال مؤتمره الصحافي قبل الاجتماع، يوم الثلاثاء الماضي. كما أكدت ممثلة الولايات المتحدة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي، كاي بايلي هوتشيسون، على النقطة نفسها مشيرة إلى برلين بالقول رداً على سؤال لصحافي ألماني "إننا نطلب من ألمانيا أن تفعل المزيد".

وباستثناء فرنسا، سيشارك الحلفاء، صباح اليوم الخميس، في اجتماع روتيني لمجموعة الخطط النووية التابعة للحلف. فانتهاك روسيا لمعاهدة القوات النووية المتوسطة تشغل الحلفاء. وكان الأمين العام للحلف قد أشار إلى مخاوف الحلفاء في ما يتعلق بتطوير نظام الصواريخ "9أم 729" على المدى المتوسط. ودعا روسيا للرد على الاعتراضات لتفادي تعريض معاهدة القوات النووية المتوسطة الموقعة في عام 1997 للخطر. ووفقاً للولايات المتحدة، فقد بدأت روسيا في نشر هذا النظام، حسبما ذكر ستولتنبرغ، من دون مزيد من التفاصيل.

وفي تهديد مبطن، دعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأطلسي، كاي بيلي هوتشيسون، إلى "زيادة الضغوط من جميع الحلفاء على روسيا". وقالت "أظهرنا للروس أدلة على انتهاكهم للمعاهدة"، مضيفة أنه "لا نريد الانسحاب من معاهدة الحدّ من الأسلحة النووية، ولكن إذا واصلت روسيا، فسوف يتعين علينا استعمال الدبلوماسية لجلبها إلى طاولة المفاوضات وضمان احترامها للمعاهدة". وبنبرة أكثر اعتدالاً، اعترف دبلوماسي من الحلف بوجود "شك كبير حول امتثال روسيا للمعاهدة"، مردفاً أنه "يجب أن تستجيب موسكو للمخاوف وتقدم توضيحاً".



وستخصص جلسة ثانية لمتابعة تنفيذ قرارات قمة بروكسل التي جمعت قادة دول الحلف في يوليو/ تموز الماضي. ووفقاً للخبير في الشؤون الدفاعية، نيكولا غرو فيرهايد، فإن "تنفيذ القرارات يستغرق وقتاً طويلاً، خصوصاً في ما يتعلق بإصلاح هياكل القيادة، مع إنشاء قيادتين جديدتين في أولم بألمانيا، مختصة في التنقل داخل أوروبا، ونورفولك بالولايات المتحدة، لشؤون تعزيز الدفاع عبر الأطلسي، إضافة إلى زيادة في حجم هيكل القيادة".

ولفت في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "يجب بدء التعيينات بشكل تدرجي على مدى السنوات الثلاث المقبلة لنجاح العملية. أما بالنسبة لإصلاح الأمانة الدولية للتحالف، فقد قدم الأمين العام أفكاره الأولى شفهياً قبل أسبوعين فقط". وأضاف غرو فيرهايد أن "الأمر متعلق بشكل أساسي بالتغييرات التي ستطرأ على المخطط التنظيمي والتنسيق بين مساعدي الأمين العام وإعادة تعيين بعض الموظفين. لذا فمن المنتظر أن يعود الموضوع إلى طاولة نقاش وزراء الخارجية في اجتماعهم يومي 4 و5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل". وتستقبل النرويج على أراضيها التمرين من 25 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 7 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال غرو فيرهايد إن "التمرين دفاعي، وسيكون شفافاً. وقد تمت دعوة جميع أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بما في ذلك روسيا، لإرسال مراقبين". وأشار إلى أنه "من المتوقع أن يشارك نحو 40 ألف جندي، وحوالي 10 آلاف عربة، فيما يبدو أنه أحد أكبر التدريبات العسكرية التي ينظمها حلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة. وستجرى المناورات على أربعة أبعاد، برية وبحرية وجوية مع قليل من الإنترنت، وستجمع عسكريين من أكثر من ثلاثين دولة، 29 دولة من الحلف بالإضافة إلى السويد وفنلندا. وسيتم إشراك 130 طائرة و70 طائرة في المنطقة المجاورة، على مساحة أوسع تمتد فوق المجال الجوي الفنلندي والسويدي وكذلك بحر البلطيق". وكان ستولتنبرغ قد أكد سابقاً أن "الأطلسي سيختبر قدرته على الانتشار السريع في واحدة من أكبر المناورات العسكرية في السنوات الأخيرة والتي أطلق عليها (تريدانت جونكتور)".

وستقوم الجلسة الرسمية الأولى لمجلس شمال الأطلسي بتقييم التعاون مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجالات الدفاع الإلكتروني والتهديدات الهجينة والحراك العسكري. وبالإضافة إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ينتظر أن يشارك وزراء دفاع كل من السويد وفنلندا. وكان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي قد وقعا على إعلان مشترك، في يوليو/ تموز الماضي، لتعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن.



ذات صلة

الصورة
ماركو روبيو خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا 4 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

مع اختيار الرئيس الأميركى المنتخب دونالد ترامب، الأربعاء، ماركو روبيو لشغل منصب وزير الخارجية في إدارته المقبلة، تتوجه الأنظار إلى سياسة النائب المحافظ
الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.