إيران ردّاً على ترامب: لا أفق للتفاوض ونشاهد تخبطاً في الإدارة الأميركية

طهران

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
28 مايو 2019
9BB6D361-2197-4BD7-A358-92522968A308
+ الخط -

رفضت إيران دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتفاوض، والتي أطلقها أمس الإثنين، من اليابان، مؤكدة أنّ "ما يهم طهران هو تغيير السلوك وليس التصريحات".

وعلّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في أول مؤتمر صحافي له بعد تولي المنصب، على دعوة ترامب إيران للتفاوض قائلاً، اليوم الثلاثاء، إن "الجمهورية الإسلامية لا تنظر باهتمام إلى التصريحات، ما يهمنا هو أن يؤدي تغيير الكلام إلى تغيير السلوك والتوجه".

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن موسوي قوله: "لا أفق للتفاوض مع أميركا، ونشاهد تخبطاً في الإدارة الأميركية، لكن ما يهمنا هو تغيير السلوك"، مضيفاً: "إننا نقرر على أساس ما نراه على أرض الواقع وآثاره علينا والمنطقة".


وحول الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إيران، أعرب عن أمله بأن تحصل خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أنها زيارة مهمة في سياق العلاقات التاريخية بين البلدين.

وتعد اليابان من بين الدول المرشحة للتوسط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، ويستشف من تصريحات الرئيس الأميركي، خلال زيارته أمس الإثنين إلى طوكيو، أنه قد أعطى الضوء الأخضر لليابان للتحرك باتجاه هذه الوساطة.

ورفض المتحدث الإيراني إطلاق تسمية "الوساطة" على التحركات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، قائلاً: "إنني لا أستخدم مصطلح الوساطة ونحن نستمع إلى وجهات نظر الدول التي تتناول بحسن نية القضايا الإقليمية".

وحول قبول إيران الوساطة بينها وبين الولايات المتحدة، قال إن "التوترات بين الطرفين لها جذور في الإرهاب الاقتصادي والعقوبات، واليوم لسنا في مرحلة الوساطة".

شروط غير قابلة للتحقيق

ووصف موسوي الشروط الـ 12 الأميركية، التي طرحها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإيران، بـ"غير قابلة للتحقيق" و"تعجزية لا تقبلها أي دولة مستقلة".

وفي رده على سؤال إن كانت إيران تلقت رسالة خاصة من واشنطن عبر الوفود التي زارتها، قال موسوي: "لم نتلق أي رسالة خاصة من المسؤولين الذين زاروا طهران ونحن أيضاً لم نرسل رسالة إلى أحد".

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن يكون وزير الخارجية ومساعده عباس عراقجي قد طلبا خلال جولاتهما الإقليمية الوساطة بين إيران والسعودية، قائلاً: "لا نحتاج حالياً إلى قناة ونحن نعلن مواقفنا والجميع يسمعها، ووزير الخارجية تحدث بشفافية عن وجهات نظر إيران خلال زيارته إلى العراق، ولم نرسل رسالة خاصة لأحد".

وحول أهداف جولة عراقجي الإقليمية، التي شملت عمان والكويت وقطر، قال موسوي إنها "جاءت في سياق العلاقات الثنائية ونقلت رسالة إيران إلى هذه الدول لتعزيز العلاقات وتعميق التعاون"، مضيفاً أن ظريف ومساعده "شرحا مواقف إيران من التطورات الإقليمية للدول التي زاراها".

وحول ما إذا كانت أوروبا فعلت شيئاً في سبيل تلبية المطالب الإيرانية في المجالين النفطي والمصرفي بعد تقليص بلاده تعهداتها النووية، قال إن "الأوروبيين كانت لهم ردود فعل إيجابية وأخرى غير قابلة للقبول" على ذلك، مؤكداً أنه "إذا حصل تطور خلال مهلة الستين يوماً، فسنواصل مفاوضاتنا مع شركاء الاتفاق النووي، لكن إن لم يحصل ذلك فسننتقل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص التعهدات".

وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد منح مهلة ستين يوماً في الثامن من مايو/أيار الحالي للشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا)، قبل أن تنتقل طهران إلى المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها النووية، التي تشمل رفع تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل أراك.

والمرحلة الأولى التي بدأت الأسبوع الماضي، شملت رفع القيود على إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب والمياه الثقيلة، إذ أعلنت طهران، الإثنين الماضي، أنها بدأت بزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب أربعة أضعاف، من دون رفع نسبة التخصيب أكثر من 3.67 في المائة، وهي النسبة التي حددها الاتفاق النووي المبرم مع المجموعة السداسية الدولية عام 2015.

وأشار موسوي إلى زيارة قريبة لبعض مديري قناة "إينستكس" المالية الأوروبية إلى إيران، وهي قناة أسستها الترويكا الأوروبية خلال يناير/كانون الثاني الماضي لتسهيل التجارة معها.

ولفت إلى دعوة روسيا لعقد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي، قائلاً: "ينبغي أن ينعقد هذا الاجتماع خلال مهلة ستين يوماً". وأضاف أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي، سرغي ريابكوف إلى طهران خلال الفترة المقبلة تأتي في سياق الجهود الروسية لعقد هذا الاجتماع. ​

كما أشار المتحدث الإيراني إلى أن "الدبلوماسية الإيرانية أطلقت تحركات جديدة بعد الانسحاب الأميركي غير الشرعي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات على إيران"، قائلاً إن "وزير الخارجية (محمد جواد ظريف) بدأ جولات وتحركات في آسيا والمنطقة، مثل زياراته إلى سورية وتركمانستان والهند والصين واليابان".

وأوضح أن "هذه الزيارات تأتي في سبيل تحقيق مصالح إيران وشرح سياساتها. وفي المستقبل القريب أيضاً، ستكون هناك تحركات دبلوماسية على مستوى الوزراء ورئيس الجمهورية باتجاه جيراننا في شمال البلاد، سيتم الإعلان عنها لاحقاً".

وحول مقترح ظريف للتوقيع على معاهدة عدم الاعتداء مع الدول العربية في الخليج، قال موسوي: "إن هذا المقترح ليس جديداً والدول في جنوب الخليج هي من أهم جيراننا"، مشدداً على أن بلاده "لا ترغب في وجود التوتر في المنطقة، ونأمل أن تنظر الأطراف الأخرى إلى المقترح بحسن نية".


طهران لترامب: ستندم

من جهته، قال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، بحسب ما نقلته وكالة "إرنا"، إن "هناك تناقضات في التصريحات الأميركية"، مضيفاً: "سواء عندما يهددوننا ويرسلون سفنهم الحربية (إلى المنطقة) ويستعرضون أسلحتهم وقوتهم العسكرية أو عندما يتحدثون عن التفاوض والحوار، فالشعب الإيراني سيهزمهم (الأميركيين) باتكاله على قدراته الداخلية واستراتيجيات مرشد الثورة".

وفي تعليقه على تصريحات ترامب، أمس الإثنين، من العاصمة اليابانية طوكيو، والتي قال فيها: "نحن نسعى إلى عدم امتلاك إيران السلاح النووي"، قال نائب الرئيس الإيراني: "منذ عشرين عاماً يطرحون أكذوبة أن إيران تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، وست قوى عالمية كبرى اقتنعت في إطار الاتفاق النووي بأن إيران لا تريد الذهاب باتجاه هذه القنبلة، لكن نرى أن الرئيس الأميركي يطرح هذا الموضوع مجدداً".

وخاطب جهانغيري الرئيس الأميركي قائلاً: "أنت تعلم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في 14 تقريراً أن إيران ليس لديها أي انحراف باتجاه الأسلحة النووية، لكنك تكرر هذا الادعاء لأنك تريد مواجهة شعب عظيم"، مضيفاً: "ستندم على ذلك، لأن المنطقة لن ترى الأمن والاستقرار إلا إذا كانت إيران قوية ومقتدرة".

ولفت إلى فتوى للمرشد الإيراني علي خامنئي "حرّم فيها السعي لامتلاك القنبلة النووية"، مؤكداً أن "معنى هذه الفتوى أنه لا يحق لأي شخص في البلد أن يذهب باتجاه امتلاك هذه القنبلة".

كما أشار جهانغيري إلى أن العقوبات خلقت صعوبات لبلاده، قائلاً إنه في "العام الحالي نواجه أوضاعا أصعب بسبب العقوبات وحظر الصادرات النفطية"، داعياً الإيرانيين إلى الوحدة والانسجام الوطني في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية.

وتابع جهانغيري أن "أي شخص بغض النظر عن موقعه يريد أن يضرب الوحدة فإنه يخدم أميركا، لأنها تريد إحداث فوضى في داخل البلاد".


وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد قال، أمس الإثنين، إن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، موضحاً أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي حظرها في فتوى.

وأضاف الوزير في تغريدة على "تويتر"، أن السياسات الأميركية تضرّ الشعب الإيراني وتسبب توتراً إقليمياً.

وتابع ظريف: "آية الله علي خامنئي قال منذ فترة طويلة، إننا لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية - بإصدار فتوى تحظرها. إن الإرهاب الاقتصادي (الأميركي) يضرّ الشعب الإيراني ويسبب توتراً بالمنطقة".​

ذات صلة

الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
المساهمون