إيران: إنتاج الغاز يرتفع قريباً إلى مليار متر مكعب يومياً

11 فبراير 2020
شركات أجنبية انسحبت من مشروعات نفط وغاز(فرانس برس)
+ الخط -
كشف الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، أنّ إنتاج بلاده للغاز سيرتفع خلال شهر إلى ألف مليون متر مكعب، مشيراً إلى أنّه كان "110 ملايين متر مكعب قبل انتصار الثورة".

وأضاف الرئيس الإيراني، خلال كلمة له أمام جماهير إيرانية مشاركة في مسيرات إحياء ذكرى الثورة الإسلامية في طهران، بثها التلفزيون الإيراني، أنّ إنتاج الغاز خلال تسلمه الرئاسة عام 2013 "كان 625 مليون متر مكعب، لكن مع نهاية العام الحالي (الإيراني) يصل إلى 1000 مليون متر مكعب".


وكان روحاني، قد أعلن، خلال شهر يناير/كانون الثاني، أنّ إيران سترفع، خلال العام الإيراني المقبل الذي يبدأ في التاسع عشر من مارس/آذار، قدرتها الإنتاجية من الغاز إلى مليار متر مكعب يوميا.

ويأتي هذا التطور على ضوء عقوبات أميركية صارمة تواجهها طهران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018، ما أجبر شركات أجنبية عملاقة مثل "توتال" الفرنسية على الانسحاب من مشاريع غازية ونفطية في إيران، وخصوصاً في حقول "بارس جنوبي"، أكبر حقول الغاز في العالم، المشتركة بين إيران وقطر.

ودفعت هذه الانسحابات إيران إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية، لتطوير حقول "بارس جنوبي"، لتدشن أخيراً المنصة الرابعة والأخيرة (D4) بالمرحلة الـ14 في هذه الحقول. وبحسب السلطات الإيرانية المعنية، هناك منصات متبقية لحقول أخرى قيد التجهيز لتركيبها خلال الفترة المقبلة.

إلى ذلك، أكد روحاني، خلال كلمته، اليوم الثلاثاء، أنّ بلاده تعرضت لضغوط أميركية هائلة على صادراتها ووارداتها، خلال العامين الأخيرين، ولـ"حظر شامل"، مضيفاً أنّ "أميركا تصورت خاطئة بأننا سنتراجع إذا تعرضنا للحظر".

وأضاف أنّ الولايات المتحدة "كانت تقول إنه في حال استمرار العقوبات لثلاثة أشهر، فإن الشعب الإيراني سيواجه مشاكل في توفير حاجاته الأساسية ... قضينا أياماً صعبة وتعرضنا لحظر شامل لكننا اليوم حققنا اكتفاءً ذاتياً في الكثير من المواد الغذائية وفي مجال الصناعة أيضاً نحقق إنجازات جديدة".

وفي السياق، أشار إلى أن إنتاج المحاصيل الزراعية في إيران "وصل اليوم إلى 126 مليون طن في العام"، مضيفاً أنه "كان 26 مليون طن مع بداية  الثورة و97 مليون طن عندما استلم مقاليد الحكومة الحادية عشرة"، عام 2013.

كما قال إنّ إيران اليوم تنتج "97 من الأدوية" التي تحتاجها، موضحاً كذلك أنها "حققت اكتفاء ذاتياً في مجال إنتاج البنزين ليصل إلى 110 ملايين لتر في اليوم".

يشار إلى أنّ إيران تواجه اليوم مصاعب اقتصادية كبيرة نتيجة تراكم الخلل في بنية اقتصادها والعقوبات الأميركية التي تستهدف مفاصل هذا الاقتصاد، وفي مقدّمتها الصادرات النفطية، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو/ أيار عام 2018. 


ودفعت هذه المصاعب المواطن الإيراني إلى الخروج إلى الشوارع، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، احتجاجاً على قرار السلطات رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.

وتقلصت صادرات إيران من النفط الخام أكثر من 80%، وفق بيانات أوردتها وكالة "رويترز"، في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في أغسطس/ آب الماضي، إن الولايات المتحدة أزالت نحو 2.7 مليون برميل من النفط الإيراني من الأسواق العالمية، إلا أن السلطات الإيرانية تؤكد أن واشنطن فشلت في تصفير صادراتها النفطية رغم تأثرها الكبير بالعقوبات.

وحرمت العقوبات الأميركية إيران عوائدَ بالعملة الصعبة، ما أدخل قيمة الريال الإيراني في مسار تراجعي مستمر، حيث فقد خلال العامين الأخيرين نحو 150% من قيمته، الأمر الذي سبّب ارتفاعاً هائلاً في أسعار السلع والخدمات، وقلّص القوة الشرائية للمواطنين.

وخلال الأيام الأخيرة، دخل الريال في مسار النزيف مجدداً، ليقترب سعر صرف كل دولار في السوق الحر من حاجز 140000 ريال بعدما وصل إلى 139500 ريال. إلا أن البورصة الإيرانية تشهد هذه الأيام نمواً سريعاً لتتخطى المؤشرات عتبة 450 ألف نقطة.

المساهمون