إلياس العماري...محرك الدمى

06 أكتوبر 2016
العماري ينفي المزاوجة بين السلطة والثروة (العربي الجديد)
+ الخط -

"الرجل النافذ"، و"الرجل القوي"، و"الأراجوز" و"المناور"... تسميات كثيرة يطلقها متابعو الشأن السياسي والحزبي في المغرب على إلياس العماري، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، حيث إن شخصيته تظل محاطة بالغموض، رغم الوضوح الذي يحاول الرجل أن يبعثه قبل انتخابات 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

ومرد لقب العماري، الذي ولد سنة 1967 في إحدى قرى الريف في أقصى شمال المملكة، بـ"النافذ" أو "الأراجوز" الذي يحرك الدمى في مسرح العرائس، أن اسمه في السنوات الأخيرة صار مقروناً بالمحيط الملكي، باعتبار صداقته لمستشار الملك، فؤاد عالي الهمة، رغم أنه ظل ينفي لوسائل الإعلام أن تكون صداقة عميقة. وظهر اسم العماري بقوة على سطح المشهد السياسي بالبلاد، وعرفه ملايين المغاربة عن كثب أول مرة في فترة "الربيع العربي"، حيث خرج آلاف الشباب إلى الشوارع مطالبين بمحاربة الاستبداد والفساد، ورفعوا شعارات تطالب برحيل عدد من الوجوه، كان من بينها إلياس العماري.

واتهم شباب حركة "20 فبراير" العماري بالخلط بين السلطة والثروة، بالنظر إلى وقوفه وراء تأسيس حركة "كل الديمقراطيين" برفقة فؤاد عالي الهمة، والتي تحولت إلى حزب "الأصالة والمعاصرة"، قبل أن ينسحب الهمة لتعيينه مستشاراً ملكياً، ويظل العماري "الرجل القوي" في الحزب. ولا يكل العماري من نفي اتهامه بالمزاوجة بين السلطة والثروة، أو بالتحكم في المشهد السياسي، كما يتهمه خصمه عبد الإله بنكيران، حيث يعتبر نفسه رجلاً عصامياً انطلق من الصفر، ويفتخر بتربية والدته "مي خديجة"، كما يسميها، له على الصمود ومواجهة المحن في سبيل تحقيق أهدافه في الحياة. ويسير العماري، الذي لم يُخف منذ تأسيس "الأصالة والمعاصرة"، معاداته لما يسميه تيار الإسلام السياسي، ممثلاً في حزب "العدالة والتنمية"، نحو الانتخابات البرلمانية بالمغرب بسقف عال لا ينزل عن تصدر نتائج الاقتراع، وترؤس الحكومة المقبلة خلفاً لحكومة "العدالة والتنمية".


العماري، المعروف بقصر قامته وذكائه الحاد الذي يصل إلى حد نعته من طرف خصومه بـ"البانضي" أو "المحتال" و"المخادع"، اشتهر بعلاقاته النافذة في أوساط رجال السلطة ورجال الأعمال أيضاً، فهو يجيد استغلال الفرص المتاحة له، ولعل اجتماعه بالهمة أول يوم قبل سنوات خلت، بتمهيد من أحد الصحافيين المغاربة، كان من بين هذه الفرص التي لم يتركها، وطورها إلى أن أصبح رقماً صعباً في المعادلة السياسية في البلاد.

وإن كان مسار الرجل ـ عند خصومه ـ غامضاً مثل أهدافه السياسية في محاربة الإسلاميين، وعلاقاته القوية والمتشابكة التي تجعل زعماء أحزاب يهابون جانبه، فإن مناصريه يقولون غير ذلك، فوالده كان إمام مسجد، وبالتالي لا يحمل ضغينة للإسلام، بقدر ما يعارض الذين يمتطون الدين للوصول إلى الحكم، كما أنه طالما كان، في فترة شبابه، معارضاً لسياسات "المخزن" التي صار اليوم أحد وجوهها، بحسب البعض.

المساهمون