علم "العربي الجديد" من مصادر مسؤولة في حكومة إقليم كردستان العراق، أن "لجنة حكومية تضم ممثلين عن وزارات عدة، أصدرت تعليمات منعت بموجبها مئات من مؤلفات كتّاب ودعاة إسلاميين معروفين من التداول، وذلك في إطار مساعي الإقليم، لمحاربة الفكر التكفيري المحرض على العنف".
وذكر مدير عام العلاقات والإعلام في وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، مروان النقشبندي، لـ"العربي الجديد"، بأن "لجنة حكومية تضم أعضاء من وزارات عدة حظرت تداول 523 كتاباً لعشرة مؤلفين، بسبب الفكر المتشدد والتحريض على العنف الذي تتضمنه". ولفت إلى أن "أفراد قوات البشمركة الكردية يُقتلون، يومياً، في جبهات القتال، فيما تباع كتب ومؤلفات يستغلها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في نشر إرهابه".
ورأى أن "إجراءات المنع جاءت إثر الدعوات المتواصلة التي أطلقها رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، ومسؤولون آخرون بضرورة محاربة داعش فكرياً". واعتبر النقشبندي أن "حظر تداول الكتب خطوة أولى جيدة على طريق محاربة التطرف"، مستدركاً "إلا أن الخطوة تبدو خجولة إلى درجة أن الجهات الحكومية لا تعلن جهاراً عن تلك الإجراءات".
اقرأ أيضاً العراق: تمدد "داعش" يفرز تغييرات ديمغرافية غير مسبوقة
وكانت انتقادات حادّة قد وُجّهت إلى معرض "أربيل الدولي للكتاب"، على خلفية الانتشار الواسع للكتب المُصنّفة على أنها "مُحرّضة على الكراهية" لمؤلفين سنة وشيعة، وأيضاً لكتب ممنوعة في الكثير من البلدان وتتعلق بأعمال السحر.
ودعت نقابة الصحافيين في إقليم كردستان بدورها إلى "مراقبة المطبوعات الدورية ووسائل الإعلام المحلية، بهدف منع الكتب التي تتولى أعمال التحريض على العنف والإرهاب". ودعت النقابة إلى "إغلاق مجلة تدعى دوربين، وهي تصدر عن أحد الأحزاب الإسلامية، الممثلة في برلمان إقليم كردستان".
في السياق ذاته، أفاد مصدر مطلع بأن "وزارة الثقافة، هي الجهة المسؤولة عن تراخيص وسائل الإعلام، ربما تتجه إلى منع بث عدد من محطات التلفزيون والإذاعة ذات البث الأرضي، لأنها تنشر التشدد". ولاقت إجراءات حكومة الإقليم ردوداً متباينة في أوساط المجتمع، ففي الوقت الذي رحب فيه أنصار عدد من الأحزاب القومية، وناشطو المنظمات والكتاب، انتقد الخطوة أعضاء في أحزاب إسلامية وبعض الدعاة. وقال الكاتب والمترجم الكردي، رسول بختيار، عن الموضوع لـ"العربي الجديد"، إن "مراقبة معارض الكتب ومنع بيع ونشر الكتب التي تحرض على التشدد والعنف أمر جيد ومطلوب".
وتابع "لكنني لا أؤيد تطبيق تلك الإجراءات بالقوة بين الناس، لأن هناك قاعدة تقول، كل ممنوع مرغوب، وبذلك سنساهم في منح الشعبية والانتشار الواسع للعديد من الكتب والمؤلفين، وسيقوم الناس بتداولها وبيعها سراً بأسعار مضاعفة". وأضاف أن "الحل يكمن في تغيير وتطوير النظام التعليمي، هو الذي بإمكانه محاربة تلك الأفكار عبر نشر التسامح والأفكار والقيم الإنسانية".
اقرأ أيضاً العراق: مساعٍ لتشكيل قوّة من كل المكوّنات لمواجهة "داعش"