كشف مصدر مطّلع في تحالف القوى العراقية، عن نية إقليم كردستان إعداد قائمة بأسماء مسؤولين كبار في الحكومة الاتحادية، ومجالس المحافظات العراقية، ووضعها في حدود ومطارات الإقليم، لمنعهم من دخول محافظات أربيل، ودهوك، والسليمانية "الكردستانية".
وأوضح أنّ سلطات الإقليم بعثت بأكثر من رسالة احتجاج حول تصريحات وتصرّفات بعض المسؤولين والنواب بحق الأكراد.
كما أشار المصدر إلى أنّ الموضوع لا يزال قيد النقاش، بسبب اعتراض بعض قياديي التحالف الكردستاني عليه، خشية التعامل بالمثل مع الأكراد في المستقبل.
بدورها، شنّت النائب عن التحالف الكردستاني، إلاّ طالباني، هجوماً شديد اللهجة على رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، بسبب تصريحاته السابقة التي قال فيها "إنّ الكرد رضعوا مع الأميركيين"، مؤكدةً، خلال مؤتمر صحافي، أنها وأبناء قوميتها، يفخرون بالانتصارات التي حققتها "البشمركة" على تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، متوجهةً إلى بعض السياسيين بالقول "لولا الأكراد لما سكنتم في أربيل".
وأضافت: "نحن نتعاون مع الأميركيين والإيرانيين بالعلن، من أجل أبناء شعبنا، للحفاظ على كرامتهم والدفاع عن أرضهم، وليس مثل الآخرين يطلبون لقاء الأميركيين من دون علم الحكومة الاتحادية".
من جهته، برر كرحوت تصريحاته في بيانٍ أوضح فيه أنّه كان يقصد الإشارة الى حجم العلاقة القوية بين السلطات الكردية والحكومة الأميركية، من خلال تقديم واشنطن الدعم العسكري الكبير للإقليم بشكلٍ مستمر، مؤكداً "لم نقصد الإساءة للإخوة الأكراد، فهم منّا ونحن منهم، وهدفنا وقضيتنا واحدة".
كما انتقدت طالباني رئيس لجنة الهجرة في البرلمان العراقي، رعد الدهلكي، الذي شبّه قوات "البشمركة" الكردية بـ"داعش"، بسبب إجراءاتهم التعسفية ضد النازحين في كركوك، مشيرة إلى أنّ الأرقام والإحصاءات تؤكد وجود قرابة النصف مليون نازح في محافظة كركوك التي تعد ثاني محافظة استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين.
وفي هذا السياق، حذّر أستاذ النظم السياسية في جامعة النهرين، محمود الخضيري، من خطورة قرار الإقليم إذا ما نفّذ بالفعل، معتبراً في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأنّ "منع شخصيات مهمة في الدولة العراقية، كرئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، والنائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، سيعامل بالمثل، لأن الشخصين يعتبران من رموز "الإقليم الغربي"، الذي تخطط المحافظات العراقية الست "المنتفضة" لإنشائه، ليكون موازياً ومحاذياً لإقليم كردستان.
كما نبّه الخضيري من تبعات "الحرب الباردة" الحالية، بين الإقليم والمحافظات، التي قد تتحول الى حرب فعلية إن لم يجرِ احتواؤها.