إصدارات.. نظرة أولى

11 سبتمبر 2018
خليل رباح/ فلسطين
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين تاريخ الفلسفة والفكر وتاريخ الاقتصاد الإسلامي وعلم النفس والفن والنقد الأدبي والرواية ودراسات التنمية.

■ ■ ■

عن “المركز القومي للترجمة" في القاهرة، صدرت ترجمة كتاب "ميشيل فوكو" للباحثة سارة ميلز، وقد نقله إلى العربية علي الغفاري. يتناول الكتاب تطوّر النظرية النقدية المعاصرة من خلال طروحات المفكر الفرنسي (1926 -1984) وتناوله لمفاهيم السلطة والمعرفة والخطاب والهوية. تناقش المؤلفة أفكار صاحب "تاريخ الجنون" في إطار اهتمامها بدراسة استراتيجيات السلطة اللغوية التي تمارس التمييز على أساس العرق والطبقة والجندر وأثر ذلك في بناء الهويات وصياغة السياسة، معتمدة على كتابات فوكو وما تثيره من ردود فعل إلى اليوم.


عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، صدر حديثاً الجزء الأول من "معجم مصطلحات تاريخ الاقتصاد الإسلامي" لـ غيداء خزنة كاتبي، على أن تليه أجزاء أخرى قيد الإعداد والنشر. تتّبع المؤلّفة المصطلح الاقتصادي في مجالاته الزراعية والتجارية والصناعية وغيرها، وبيان مدلولاته وتطوّرها التاريخي عبر القرون الهجرية الأولى، وطبيعة ورودها في الكتابة التاريخية للمصادر المتنوعة، والمفاهيم المؤسسة للسياسات الاقتصادية ودور الدولة في التاريخ الإسلامي في ما يتعلّق بإدارة الموارد والتنمية والإصلاحات المتعاقبة في هذا السياق.


عن منشورات "هرمان"، صدر مؤخراً كتاب "هابرماس ومسألة التربية" للباحثة الفرنسية أريان روبيشو. تعتبر المؤلفة أن نظريات المفكر الألماني قد وجدت المكانة التي تستحقها في مجالات علم الاجتماع والتاريخ والسياسة من خلال الاستفادة منها في تطبيقات متعددة، مقابل عدم التفات بحثي في علوم التربية. من هنا تقوم روبيشو بجرد المنجز التنظيري لهابرماس، لتقديم مقترحات في مجال التربية سواء على مستوى تغيير مناهج نقل المعارف أو تحليل العلاقات بين القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتداخلة في العملية التعليمية.


"قضايا النهضة.. هويات وهويات مضادة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "دار الحوار" للباحث محمد سليمان الذي ينطلق فيه من إخفاق عصر الحداثة وفقدان مصداقية السرديات الكبرى التي ظهرت خلاله حيث إنها أنتجت هويات كبرى لم تسمح بالتعددية والاختلاف، وكانت ذات طبيعة سلطوية وإقصائية ما أدى إلى انهيارها. يبحث الكاتب كيف عمدت الدولة العربية الحديثة إلى تثبيت سلطتها عبر اللعب بالهويات الفرعية ما أدى إلى غياب الديمقراطية فانكفائها على نفسها خارج فلك الهوية المسيطرة ضمن مؤسسات أهلية دينية أو عرقية أو طائفية.


في أسلوب يجمع بين السرد والتحليل النفسي والتأريخ الفني، يعود نيكولاس فوكس فيبر في كتابه "رحلة فرويد إلى أورفيتو" الصادر حديثاً عن "منشوارت بلفيو الأدبية" إلى زيارة العالم النفسي النمساوي إلى كاتدرائية أورفيتو في إيطاليا وانبهاره الشديد بجداريات الفنان لوغا سيغنوريلي العارية. يحلل الكاتب اعتماداً على مذكرات صاحب كتاب "خمس دروس في التحليل النفسي" كيف أثرت قراءاته الفنية في تلك الرحلة على تنظيراته حول الذاكرة المكبوتة والهوية الجنسية وتأسيسه مدرسة التحليل النفسي، حيث كان الفن وسيلته لاستيعاب تجاربه العاطفية.


"الميتافكشن: المتخيل السردي الواعي بذاته" عنوان كتاب صدر مؤخراً للباحثة البريطانية باتريشيا ووه بترجمة السيد إمام عن منشورات "شهريار". يهدف الكتاب إلى الاستفادة من التخييل الأدبي والدراسات حول الشخصيات المتخيلة في السرد لفهم العالم الواقعي، وهي مقاربة منهجية تجعل من المتخيّل نموذجاً لما يدور في الواقع، على عكس ما تذهب إليه معظم التيارات المنهجية في دراسة الأدب. لا يكتفي الكتاب بأدوات النظرية الأدبية، بل يعتمد على مقولات من مجالات أخرى مثل الفلسفة والعلوم اللسانية الحديثة والدراسات المسرحية.


بترجمة أنجزها ناظم بن إبراهيم، صدرت مؤخراً رواية "آموك" للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ (1881 - 1942) في طبعة مشتركة بين "مسعى" و"مسكلياني". صدر العمل لأول مرة بلغته الألمانية في عام 1922 وفيه يتأمّل زفايغ الحضارة الغربية من خلال حكاية تقع أحداثها على سفينة تجمع بين الراوي وطبيب قرّر أن يمارس مهنته في شرق آسيا. جرى اقتباس هذه الرواية في السينما أكثر من مرة كان أوّلها في 1927 وآخرها في 1992، بالإضافة إلى تحويلها إلى مسرحية في مناسبات عديدة كان آخرها في 2017 (مسرح "ليسافواز" في جنيف السويسرية).


في كتاب بعنوان "من أجل نموذج جديد للتنمية الجهوية في تونس" الصادر مؤخراً عن منشورات "نقوش عربية"، يتصدى الباحث التونسي حمادي تيزاوي لمسألة طغت على السطح منذ ثورة 2011 في تونس، حيث اتضح التفاوت الجهوي الذي كان النظام يحاول إخفاءه. ينطلق المؤلف من كون السياسات التي جاءت لاحقاً لتجاوز هذا الإشكال ظلت قاصرة على معالجة أسبابه ومخرجاته، من هنا يقدّم تيزاوي قراءة في المشهد السوسيواقتصادي التونسي، ومن ثم يطرح مجموعة مقترحات نظرية وعملية، ومن أبرز مقولاته العودة إلى بناء صناعة في تونس.


المساهمون