إصدارات.. نظرة أولى

13 مارس 2018
سوزان كولارد/ الولايات المتحدة
+ الخط -
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والفلسفة والأنثربولوجيا وتاريخ الأدب.


■ ■ ■

عن "دار الساقي" صدر حديثاً كتاب "في مفهوم الأزمة" للمفكّر الفرنسي إدغار موران، بترجمة بديعة بوليلة. نقرأ من تقديم الكتاب: "إنّ الأزمة تعني في أصلها اليوناني "القرار"، وهو اللحظة الحاسمة التي تُتيح التشخيص. في المقابل إنّ الأزمة تعني اليوم "التردّد"، وهي اللحظة التي يظهر فيها غياب اليقين بالتزامن مع اضطراب ما. عندما كانت الأزمة تقتصر على القطاع الاقتصادي، كان يمكن على الأقلّ التعرّف عليها من بعض الصّفات الكميّة. لكنّها حالما تشمل الثقافة والحضارة والبشريّة، يفقد المفهوم ملامحه. فالأزمة تُستعمل اليوم لتسمية ما لا يمكن تسميته...".


"ثورة المشاعر: العقد الذي صاغ العقل الحديث" كتاب صدر مؤخّراً للمؤرّخة الأدبية البريطانية راشل هيويت عن "منشورات غرانتا"، وتتناول فيه تسعينيات القرن الثامن عشر حين خضعت بلادها إلى إحدى أهم الثورات؛ ثورة في الأحاسيس استوحتها مجموعة من الكتّاب والفلاسفة الراديكاليين مثل صموئيل تايلور وويليم غودوين وماري وولستونكرافت، كانوا يحلمون بإصلاح جذري في منظومة التعليم والاقتصاد والسياسة مستوحين نموذج الثورة الفرنسية التي انحدرت إلى عنف دموي، دفع الحكومة البريطانية إلى قمع تلك التوجّهات فتحولت من تفاؤلها المفرط إلى خيبة أمل قاتمة.


أصدر "معهد أبحاث عمارة بكين القديمة" مؤخراً كتاب "القصور" باللغة العربية بالتعاون مع "الدار العربية للعلوم ناشرون"، وهو كتاب يقدّم من خلال الصور والتصميمات والمقالات التوضيحية أهم قصور العاصمة الصينية على مدى قرابة عشرة قرون أعدّه فريق الباحثين في المعهد، ومن خلاله يرسم تاريخ الصين في عصورها الإمبراطورية، بالخصوص زمنَي أسرتي مينغ وكينغ، حيث تحوّلت القصور إلى مدن مصغّرة أشهرها "المدينة المحرّمة" مع إبراز كيف جرى توظيف العناصر المعمارية المعتمدة، من مواد البناء إلى رسومات الزينة، لتحقيق أهداف سياسية وجمالية واعتقادية.


عن منشورات "بيف"، صدر مؤخراً كتاب "بعد القانون" للباحث البلجيكي لوران دي سوتير (1977) وهو متخصّص في نظرية القانون. تقوم فكرة العمل على اعتبار أن القوانين لا تشكّل وحدها الإطار الذي يصنع اللُحمة الاجتماعية، حيث أن الجماعات تضيف من أعرافها ومعتقداتها إلى كل ما هو وضعي، ومن بين الأمثلة التي يضربها النموذج الإسلامي الذي يتضح في الفارق بين مفهومَي القانون والفقه في الحضارة العربية الإسلامية. من مؤلفات دي سوتير الأخرى: "عن عدم اكتراث السياسة" (2008)، و"شعرية الشرطة" (2017)، وشارك في مؤلفات جماعية حول الفلاسفة والقانون.


عن "ورقة للنشر"، صدر مؤخراً كتاب "جذور الخوف بين الإسلام والغرب" للباحث التونسي غفران حسايني. ينطلق المؤلف من قراءة بين "عالميّة الإسلام وعولمة الغرب" قبل أن يعود إلى تشريح مختلف الأسباب التي تنتج شعور الخوف بين الثقافتين، من "العامل الديني" إلى "الاستشراق والعقل المستورد لدراسة الإسلام" مستعيداً في الأثناء أهم المحطات التاريخية التي صنعت هذه العلاقة من الحروب الصلييبية إلى الاستعمار، ومرور هذه العلاقة تدريجياً من "الصدمة" إلى "الهيمنة" مع امتلاك الغرب القدرة على صناعة المعنى حتى داخل الإسلام نفسه.


ضمن سلسلة "دراسات الترجمة"، صدر مؤخراً كتاب "حنين بن إسحاق وعصر الترجمة العربية" لـ نسيم مجلي عن "المركز القومي للترجمة". يعود العمل إلى القرن التاسع ميلادي حيث عرفت الحضارة العربية الإسلامية عصرها الذهبي على مستوى الترجمة بنقل كتب العلوم الأغريقية بالخصوص، وكانت مساهمة حنين بن إسحاق أساسية حيث نقل أعمال جالينوس في الطب، وكتاب "المجسطي" لـ بطليموس في علم الفلك، وكتاب "تعبير الرؤيا" لأرطميدورس الإفسي، وهي أعمال أساسية كانت ستضيع للأبد لولا الترجمة العربية حيث فقدت أصولها باللغة اليونانية القديمة.


عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" صدر حديثاً كتاب "الموقف الأميركي من سباق التسلح بين مصر و"إسرائيل" (1967-1955)"، للباحثة المصرية سلوى صابر. يتناول الكتاب موقف الولايات المتحدة من سباق التسلح بينهما، في الفترة بين عامي 1955 و1967، ويتطرّق إلى التطوّر التاريخي للسياسة الأميركية تجاه سباق التسلح، "فعلى الرغم من تعدّد الدراسات التي تناولت العلاقات الأميركية مع مصر و"إسرائيل" والصراع المصري - الإسرائيلي واختلافها، فإنها لم تدرس الموقف الأميركي بشكل وافٍ، ولم تحصِ الأسلحة المختلفة الموجودة في البلدين".


صدر حديثاً عن "دار المرايا للإنتاج الثقافي" كتاب "رأسمالية الأزمة.. دراسة في الاقتصاد العالمي المعاصر" لـ كريس هارمان، بترجمة غادة طنطاوي ومراجعة وائل جمال. الكتاب صدر في نسخته الإنكليزية عام 2009، تحت عنوان مغاير: "رأسمالية الزومبي.. الأزمة العالمية وأهمية ماركس"، وجاء تفاعلاً مع الأزمة المصرفية 2007-2008، وفيه يحاجج هارمن بأن الرأسمالية في مجملها أصبحت شبيهة بنظام "زومبي" ميت غير قادر على تحقيق أهداف الإنسان، بل على العكس من ذلك، إذ كثيراً ما تسبب هذا النظام، و"عالم المصارف" في صلبه، في عدد من الأزمات ذهبت حدّ "الفوضى".

المساهمون