03 يونيو 2021
إسطنبول... همزة الوصل بين الشرق والغرب
للمرة الثالثة أجرّب إسلاماً مختلفاً عند الشعوب المسلمة غير الناطقة بالعربية؛ بعد تجربتي ماليزيا وإندونيسيا منذ فترة، أعيد عيش إسلام مختلف تماما، الإسلام الذي قرأت عنه في الكتب فقط أعيشه مرة أخرى في تركيا، بعد زيارتي لكل دول أوروبا تقريبا وغيرها بثلاث قارات حتى الآن!
لم أشأ التسرع في الحكم قبل اليوم حتى أتمكن من مقارنة موضوعية ما استطعت، بعد عامين من التنقل بين عواصم ومدن الإبهار المدني، والتفتح والتحرر بأشمل معانيه ومختلف أشكاله من الاعتقاد حتى السلوك، وبين أشرس الدول ممارسة للحرية والعلمانية بمفهوم مغلوط يكسوه التدليس والتلاعب بالقوانين والتغني بالإنسانية لأجل إقصاء الآخر لا غير، بين هذه جميعا، أستطيع القول إن تركيا هي النموذج الأمثل للعيش المشترك والحرية واحترام الآخر..
هنا حيث ينبعث الأذان للصلاة ويدق جرس الكنيسة ويمارس صاحب أي دين كان ديانته، وتحترم المحجبة غيرها والعكس، لذلك فهو البلد الذي يلجأ إليه الإسلامي والعلماني والمتدين وغيره.. بلد لا أحد يفهم لغتك ولا تفهم لغة أحد فيه، لكن التعامل بالإحساس أبلغ وأصدق!
القضية ليست قضية حاكم أو سياسي بل إنها قضية شعب لديه وعي جماعي، يستشعر مسؤوليته وواجبه الحضاري، فكثير من الأتراك الذين تحاورت معهم كانوا ضد الرئيس أردوغان، حتى إحدى الطبيبات ضمن الطاقم الطبي الذي أشرف على عمليتي كانت ترفض سياسته لكنها لا تشتمه ولا تسخر منه، فسألتها: أو بعد كل ما فعله لأجل تركيا؟! قالت لي وغيرها كثيرون: لا ننكر أنه رجل وطني يحب وطنه كثيرا، لكن طموحنا أكبر ونحلم بتركيا أكثر تحررا وتقدما!.. تخيلوا؟!
هنا يدرك المسلم الناطق بالعربية لغة القرآن، الذي يخال نفسه خليفة الله في أرضه وأولى من غيره بقيادة الحياة ورفع لواء الحضارة؛ هنا يدرك مكمن الخلل، ليراجع نفسه، بوصفه فردا قبل الانتقال إلى الجماعة!
ثم لنسأل أنفسنا، وقد حدث معي بساحة مسجد السلطان أحمد وأنا أستمع إلى تداخل أصوات المؤذنين من كل صوب، ابتداء بالمسجد الذي أقف أمام مناراته.. قلت في نفسي: كيف استمر الأذان مرتفعا بمكبرات الصوت هنا في هذه العاصمة، مع كل ما تحمله من رمزية تاريخية، ومع ما تعاقب عليها من أحداث ومتغيرات، على أرض غربية مترامية الأطراف بين قارتين، في حين أن الأرض التي عمرنا فيها ثمانية قرون لم يبق فيها شبر واحد يوحي بوجودنا، اللهم بعض المعالم والشواهد الحجرية الصماء، وإن كان المنقوش فيها أبلغ من الكلام، مع ذلك لم يعد لنا وجود يحفظ ماء الوجه!
أعتقد أن الإجابة على تساؤلي تحيلنا إلى قراءة التاريخ جيدا، ثم إعادة النظر إلى الواقع برؤية مختلفة، لاستشراف مستقبل أوفر حظاً لوجودنا وكينونتنا الإنسانية والحضارية!
لم أشأ التسرع في الحكم قبل اليوم حتى أتمكن من مقارنة موضوعية ما استطعت، بعد عامين من التنقل بين عواصم ومدن الإبهار المدني، والتفتح والتحرر بأشمل معانيه ومختلف أشكاله من الاعتقاد حتى السلوك، وبين أشرس الدول ممارسة للحرية والعلمانية بمفهوم مغلوط يكسوه التدليس والتلاعب بالقوانين والتغني بالإنسانية لأجل إقصاء الآخر لا غير، بين هذه جميعا، أستطيع القول إن تركيا هي النموذج الأمثل للعيش المشترك والحرية واحترام الآخر..
هنا حيث ينبعث الأذان للصلاة ويدق جرس الكنيسة ويمارس صاحب أي دين كان ديانته، وتحترم المحجبة غيرها والعكس، لذلك فهو البلد الذي يلجأ إليه الإسلامي والعلماني والمتدين وغيره.. بلد لا أحد يفهم لغتك ولا تفهم لغة أحد فيه، لكن التعامل بالإحساس أبلغ وأصدق!
القضية ليست قضية حاكم أو سياسي بل إنها قضية شعب لديه وعي جماعي، يستشعر مسؤوليته وواجبه الحضاري، فكثير من الأتراك الذين تحاورت معهم كانوا ضد الرئيس أردوغان، حتى إحدى الطبيبات ضمن الطاقم الطبي الذي أشرف على عمليتي كانت ترفض سياسته لكنها لا تشتمه ولا تسخر منه، فسألتها: أو بعد كل ما فعله لأجل تركيا؟! قالت لي وغيرها كثيرون: لا ننكر أنه رجل وطني يحب وطنه كثيرا، لكن طموحنا أكبر ونحلم بتركيا أكثر تحررا وتقدما!.. تخيلوا؟!
هنا يدرك المسلم الناطق بالعربية لغة القرآن، الذي يخال نفسه خليفة الله في أرضه وأولى من غيره بقيادة الحياة ورفع لواء الحضارة؛ هنا يدرك مكمن الخلل، ليراجع نفسه، بوصفه فردا قبل الانتقال إلى الجماعة!
ثم لنسأل أنفسنا، وقد حدث معي بساحة مسجد السلطان أحمد وأنا أستمع إلى تداخل أصوات المؤذنين من كل صوب، ابتداء بالمسجد الذي أقف أمام مناراته.. قلت في نفسي: كيف استمر الأذان مرتفعا بمكبرات الصوت هنا في هذه العاصمة، مع كل ما تحمله من رمزية تاريخية، ومع ما تعاقب عليها من أحداث ومتغيرات، على أرض غربية مترامية الأطراف بين قارتين، في حين أن الأرض التي عمرنا فيها ثمانية قرون لم يبق فيها شبر واحد يوحي بوجودنا، اللهم بعض المعالم والشواهد الحجرية الصماء، وإن كان المنقوش فيها أبلغ من الكلام، مع ذلك لم يعد لنا وجود يحفظ ماء الوجه!
أعتقد أن الإجابة على تساؤلي تحيلنا إلى قراءة التاريخ جيدا، ثم إعادة النظر إلى الواقع برؤية مختلفة، لاستشراف مستقبل أوفر حظاً لوجودنا وكينونتنا الإنسانية والحضارية!