إسطنبول تستعد لانتخابات حاسمة غداً: احتدام المنافسة بين يلدريم وإمام أوغلو

22 يونيو 2019
ألغيت نتائج انتخابات 31 مارس الماضي (Getty)
+ الخط -

استكملت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، اليوم السبت، استعداداتها من أجل إجراء انتخابات الإعادة لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى غداً الأحد، عقب إلغاء نتائج الانتخابات التي جرت في 31 آذار/ مارس الماضي.

ونشرت الهيئة توصيات ونصائح للناخبين، من أجل اتباع الإجراءات اللازمة لاستكمال عملية التصويت، والتنبه لوضع الختم الانتخابي في المكان المناسب بالورقة الانتخابية، مقدمة مجموعة من المحاذير والتنبيهات.

وبحسب أرقام الهيئة، فإن عدد الناخبين المسجلين في الانتخابات بلغ 10 ملايين و560 ألفاً و963 ناخباً، منهم خمسة ملايين و348 ألفاً و658 من النساء، وخمسة ملايين و212 ألفاً و305 من الرجال، من بينهم أكثر من 94 ألف معوّق، فيما بلغ عدد الناخبين ممن تجاوز عمرهم 75 عاماً أكثر من 387 ألف ناخب، يتوجهون إلى 31 ألفاً و124 صندوقاً انتخابياً.

وتبدأ عملية التصويت غداً الأحد عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، الخامسة بتوقيت غرينتش، وتنتهي عند الساعة الخامسة بعد الظهر، وتجري في 39 منطقة بإسطنبول، تشكل البلدية الكبرى.

ويأتي ذلك في وقت تحتدم المنافسة بين المرشحين، وهما بن علي يلدريم عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم باسم "التحالف الجمهوري"، وأكرم إمام أوغلو مرشح حزب "الشعب الجمهوري"، عن "تحالف الشعب" الذي يضم المعارضة.

ولم تستطع شركات استطلاعات الرأي تقديم توقعات نظراً للتقارب الكبير بين المرشحين، وحصول تطورات عديدة، من أبرزها دعوة زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان الناخبين الكرد بإسطنبول إلى الحياد في انتخابات الإعادة، ما يعني نظرياً فقدان إمام أوغلو أصوات ناخبيه الكرد، ولكن من غير المعروف مدى استجابة الناخبين الكرد لهذه الدعوة.

واتهمت المعارضة الحزب الحاكم بالسعي للحفاظ على الحكم بالتحالف مع "الكردستاني"، الأمر الذي نفاه "العدالة والتنمية"، مكتفياً باعتبار ذلك صراعاً بين القيادات الكردية.


كما أجرى "العدالة والتنمية" لقاءات عديدة مع حزب "السعادة" الإسلامي، الذي يشارك في تحالف المعارضة، والهدف هو استمالة ناخبيه البالغ عددهم نحو مئة ألف ناخب أو جزء كبير منهم، وخاصة أن ميول الناخبين قد تسير لصالح "العدالة" ذي التوجهات الإسلامية، خوفاً من "الشعب الجمهوري" ذي الميول العلمانية.

ومما لا شك فيه أن الانتخابات ستكون حاسمة، في مستقبل البلاد السياسي، فإن فاز حزب "العدالة والتنمية" فسيستمر في حكمه وتواصل البلاد استقرارها لأربع سنوات دون انتخابات، وإن فازت المعارضة، فإنها ستؤدي إلى انتخابات مبكرة، ما يعني اهتزاز المشهد السياسي في البلاد.

ويواصل المرشحان بن علي يلدريم وأكرم إمام أوغلو برنامجهما اليوم، في مساع للحصول على مزيد من الأصوات، على وقع ارتدادات المناظرة التاريخية التي جرت الأحد الماضي، وخاصة مع نشر مشاهد تصور لقاء إمام أوغلو مع مدير المناظرة في أحد فنادق إسطنبول، ما دعا "العدالة والتنمية" لاتهام المذيع بقناة "فوكس" إسماعيل كوجوك كايا بعدم الحياد.

ومع انتهاء اليوم، ستحبس تركيا أنفاسها من أجل إجراء الانتخابات، وستكون صناديق الاقتراع هي الحكم في اختيار المرشح الفائز، على أن تظهر النتائج الأولية مساء غد الأحد.
المساهمون