أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الخميس، عن اختيار نائب رئيس "الشاباك"، نداف أرجمان، من "كيبوتس حمديا"، رئيساً جديداً للجهاز، مع انتهاء مدة عمل رئيس الشاباك الحالي يومرام كوهين.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أفادت بأن التعيين لم يكن مفاجئا، لكون منافسه الرئيسي، روني كوهين، انتخب مفتشا عاما للشرطة، إلا أن التعيين يشكل عمليا، كسرا للهيمنة الأمنية التي بدا أن التيار الديني القومي في إسرائيل بدأ يفرضها على مفاصل الدولة، عند تعيين روني الشيخ مفتشا عاما للشرطة، إلى جانب يوسي كوهين رئيسا للموساد وأخيرا تعيين أفيحاي مندلبليت مستشارا قضائيا للحكومة، وجميعهم من أتباع التيار الديني القومي الصهيوني، بما في ذلك رئيس جهاز الشاباك الذي ينهي عمله قريبا، يورام كوهين.
نداف أرجمان، هو من كيبوتس حمديا، التابع لتيار الصهيونية الاشتراكية العلمانية اليسارية، وهو يبلغ من العمر 55 عاما، وكان التحق بالجيش الإسرائيلي في العام 78، وانضم لجهاز الشاباك عام 83.
شغل مناصب عديدة، أهمها رئيس قسم العمليات، ويأتي تعيينه في ظروف الانتفاضة الفلسطينية، مدفوعا أيضا بمحاولة الاحتلال إعادة بناء قواعده الاستخبارية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبالنظر إلى الدور الذي أداه أرجمان خلال الانتفاضة الثانية، عندما كان لا يزال الشاباك يتمتع بوجود عدد كبير من العملاء ومصادر المعلومات القيّمة في الأراضي المحتلة، قبل أن تثبت السلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات أقدامها.
تعيين أرجمان لم يكن مفاجئا لأحد، إلا أن موقع صحيفة مكور ريشون، نقل عن معلمة نداف ومربيته في مدرسة الكيبوتس، روت دهاري، قولها "لقد ظننت أنا وزوجي أنهم لن يعيّنوه في المنصب، لأنه جاء من الكيبوتس وليس من أوساط الليكود".
وبحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن ما ميّز عمله في جهاز الشاباك، كان في قسم العمليات الميدانية، حيث عيّن لاحقا رئيسا للقسم بين عامي 2003-2007، وقد تفوّق في هذا القسم، وهو لم يكن من المستعربين. كما أُرسل للولايات المتحدة لعدة أعوام كان خلالها ممثلا لجهاز الشاباك في الولايات المتحدة الأميركية.
ويحمل رئيس الشابك الجديد اللقب الثاني في العلوم السياسية، إلى جانب لقب ثانٍ من كلية "القيادة العامة" "بوم"، والتي هي بمثابة الكلية العسكرية للقيادات العليا في الجيش الإسرائيلي.
يشير تعيين أرجمان، خاصة على ضوء دوره في قمع الانتفاضة الأولى، إلى نوايا الاحتلال في العودة لاستعادة "السيطرة الاستخباراتية" في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، لا سيما في ظل اعتراف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال جادي أيزنكوط، الشهر الماضي أمام مؤتمر الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، بفشل الاحتلال في توفير معلومات استخبارية حول العمليات الفدائية التي ينفذها أفراد لا ينتمون لتنظيمات وفصائل فلسطينية.
ويعني هذا التعيين أيضاً، احتمال اتجاه الاحتلال لتصعيد وتكثيف العمليات الميدانية لجهاز الشاباك داخل الضفة الغربية، وخاصة في المناطق بي وسي الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ومحاولة استعادة وبناء شبكة جديدة حتى داخل المدن الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية التامة للسلطة الفلسطينية، مع الاعتماد أيضا، في هذا السياق، على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وتبادل المعلومات بين الأجهزة الإسرائيلية والأجهزة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: كابتن "قيس" الإسرائيلي يتوعد أهالي بلدة فلسطينية بآيات قرآنية