إسرائيل: تلويح عباس بحل السلطة غير جدي

23 ابريل 2014
تقديرات إسرائيلية بأن عباس غير معني بحل السلطة (الأناضول،Getty)
+ الخط -
يجمع مسؤولون إسرائيليون على وصف التهديدات التي صدرت عن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بحل السلطة، بأنها غير جدية ولا رصيد لها. ويبررون ذلك بالقول إن مصلحة رئيس السلطة الفلسطينية، تقتضي بقاء السلطة.

وأعرب جنرال الاحتياط السابق، وقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، عوزي ديان، في مقال نشره في موقع صحيفة "معاريف"، عن اعتقاده بأن تهديدات عباس غير جادة.

ورأى أن الرئيس الفلسطيني "خلافاً للاعتقاد السائد، أكثر تشدداً من ياسر عرفات، في القضايا التي يعتقد أنها مبدئية مثل القدس وحق العودة".
وأضاف "يجب الانتباه إلى أن عباس لا يكتفي بالتهديد، بل يلوح، في المقابل، بالمصالحة مع حماس كتهديد بديل".


واعتبر ديان أن تهديدات عباس موجّهة، بالدرجة الأولى، للأميركيين، باعتبارهم الوحيدين الذين يأخذونها على محمل الجد. ووصف التهديد الفلسطيني بأنه شبيه "بتهديد بمسدس غير محشو بالرصاص".
وأضاف "انطلاقاً من معرفتي الشخصية بوضع السلطة، فإن هناك من يرحبون بالخطوة، ومن بينهم من يسعدهم أن يحلوا محل عباس".

وفي السياق، اعتبر محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، أن تهديدات عباس غير جادة، لأنه أصلاً غير معني بحل السلطة الفلسطينية في الوقت الراهن.

وربط برئيل بين تهديدات الرئيس الفلسطيني وبين الخلافات الفلسطينية الداخلية، إذ أشار إلى معارضة القيادي الفلسطيني، نبيل عمرو، الذي كان مستشاراً لعباس، لكنه تحول خصماً له، وفق برئيل.

ويلفت المحلل الاسرائيلي إلى أن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، عبّر عن موقف مناهض لفكرة حل السلطة، فيما وصف عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح"، جبريل الرجوب، التهديدات بأنها غير حقيقية، وغير جادة، داعياً إلى مواصلة المفاوضات.

ويرى برئيل أن مسألة حل السلطة مرهونة بقرار من المجلس المركزي لمنظمة التحرير، الذي من المقرر أن يلتئم، السبت المقبل، للبت في مسألة تمديد المفاوضات وفق الشروط الفلسطينية. وهو الأمر الذي يعني، وفق برئيل، دخول مسألة المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، كعامل في قرار عباس، لجهة مواصلة العملية السياسية ومستقبل السلطة.

ويلفت برئيل إلى أن مجرد الاستعداد، الذي يبديه عباس، لمواصلة المفاوضات، وإن كان هذا الاستعداد مشروطاً، يشير إلى نية الرئيس الفلسطيني مواصلة إدارة السلطة وليس حلها. وهو المبدأ نفسه الذي تقوم عليه محادثات المصالحة، إذ لا تطالب "حماس" بحل السلطة كشرط للمصالحة، لأن السلطة هي الجهة القادرة على مواصلة المفاوضات مع إسرائيل، حتى بعد إدخال تغييرات هيكلية وبنيوية على منظمة التحرير الفلسطينية، وانضمام حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إليها.

من جهته، عبّر وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، زعيم حزب "البيت اليهودي"، عن موقف غير مبال ازاء تهديدات عباس. وقلل من أهمية تهديدات عباس مقتبساً أمس الثلاثاء، جملة الممثل الهوليدي كلينت استوود "إذا كنت تريد إطلاق النار فأطلق النار ولا تتحدث". وأضاف "سبق أن سمعنا مثل هذه التهديدات في الماضي"، في حين وصف وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أريئيل، التهديدات الفلسطينية بحل السلطة بـ"الوهمية".