بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح اليوم الأربعاء، بتفكيك الجسر الخشبي الجديد، الذي جدّد بنائه المستوطنون لتسهيل إقتحامهم للمسجد الأقصى، وذلك بعد أسبوعين من البدء في إعادة بنائه.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "سبب التفكيك يعود إلى ضغوط مارسها الطرف الأردني (صاحب الوصاية على الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة)"، بينما تحدثت مصادر أخرى عن إمكانية استبدال الجسر الخشبي بآخر جديد.
في المقابل، أكّد موظف إسرائيلي رفيع المستوى، أن "قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تفكيك الجسر، جاء بفعل ضغوط أردنية على إسرائيل، مطالبة بهدم الجسر المذكور".
ووفقاً للموظف فإن الأردن وجّه رسائل مختلفة عبر قنوات دبلوماسية، مطالباً بإزالة الجسر لأن إقامته تثير حساسية كبيرة في المملكة الأردنية، ومن شأنه الإضرار باستقرارها.
وتابع "نقلت مصادر أردنية لإسرائيل عن وجود عناصر مختلفة في المملكة، من شأنها أن تستغل إقامة الجسر للادعاء بأن إسرائيل تحاول إجراء تغييرات داخل باحة المسجد الأقصى".
بدوره أفاد موقع صحيفة "هآرتس"، أن بناء الجسر في ساحة البراق وصولاً إلى بوابة المغاربة لتمكين المستوطنين من الدخول إلى الأقصى، أثار غضب الأردن التي طالبت بإزالته كلياً.
وتستخدم قوات الأمن الإسرائيلية باب المغاربة في اقتحاماتها المتكررة للأقصى، وللسماح بدخول المستوطنين.
وبدأت محاولات بناء الجسر منذ العام 2004 بعد انهيار الطريق الترابي الصاعد إلى الأقصى من باحة البراق.
ويشهد الأقصى محاولات يومية لاقتحامه من قبل المستوطنين، ناهيك عن منع قوات الاحتلال الإسرائيلية المصلين المسلمين، ممن هم دون الخمسين عاماً، من دخوله أيام الجمعة، كما تغلق باستمرار "مصاطب العلم" وتفرض قيود شديدة على دخول المسلمين أنفسهم للأقصى.
وكانت إسرائيل قد وافقت في إطار اتفاقية السلام مع الأردن على منح عمّان مكانة خاصة في إجارة المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية الملحقة به.
في غضون ذلك، سادت أجواء من التوتر في باحات المسجد ومحيطه وبواباته، غداة منع دخول النساء والفتيات والطالبات إلى الأقصى، عقب اقتحام جديد للمستوطنين المتطرفين بقيادة الحاخام ايهودا غيليك من باب المغاربة، الذي قام بجولات استفزازية في باحات المسجد بحراسة أمنية مشددة.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة طلاب من "مصاطب العلم" من داخل الأقصى، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.