إسرائيل تخشى فتح جبهة ثالثة من غزة

07 أكتوبر 2015
إسرائيل تخشى تحرك حركتي حماس والجهاد (Getty)
+ الخط -

 

على الرغم من محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي الامتناع عن تسمية الغليان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بأنه انتفاضة ثالثة، والسعي إلى الحديث عن تراجع ألسنة اللهب، إلا أن موقع "معاريف" الإخباري نشر، اليوم الأربعاء، تقريراً لفت فيه إلى المخاوف التي تراود أجهزة الاستخبارات العسكرية "أمان" من احتمال فتح جبهة ثالثة من قطاع غزة عبر إمطار إسرائيل بالصواريخ.

وبحسب التقرير، فإن شعبة الاستخبارات الإسرائيلية "أمان" تتخوف من أن يدفع تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية إلى حثّ كل من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، علماً أنه منذ انتهاء عدوان العام الماضي، سجلت 17 عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، قام ببعضها تنظيمات سلفية "جهادية".

وترى شعبة استخبارات الاحتلال أن الأوضاع الحالية قد تشجع هذه الجماعات على العودة إلى إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن عناصر الجهاد الإسلامي في قطاع غزة مرشحون أيضاً لإطلاق التصعيد "لكونهم أقل انضباطاً من حيث القيود المفروضة عليهم، مقارنة بالقيود المفروضة على عناصر حركة حماس"، على حد زعم التقرير.

ولفت تقرير "معاريف" إلى أن عناصر الجهاد الإسلامي، وخلافاً لعناصر التنظيمات السلفية في القطاع، هم أكثر مهارة وأكثر خبرة في إطلاق الصواريخ بدقة. وبالتالي تتخوف إسرائيل من أن تتجه الجهاد الإسلامي، في حال استشهاد أحد عناصرها، أو وقوع إصابات في صفوفها، إلى فتح الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ولا سيما مثلاً في حال استشهاد الأسير المضرب عن الطعام، محمد العلوني، المنتمي للحركة، أو في حال وقوع اشتباك بين عناصر من الجهاد وقوات الاحتلال.

وترى الجهات الإسرائيلية أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على حركة "حماس" التي "من شأنها أن تتجه للتصعيد مع إسرائيل من قطاع غزة، في حال تبين لها أن عناصرها تتضرر من النشاط الإسرائيلي في الضفة الغربية"، أو في حال شنّ حملة مشابهة لتلك التي نفذها الاحتلال العام الماضي في يونيو/ حزيران، بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة، والتي طاولت 93 عنصراً من الحركة.

وبالرغم من هذه المخاوف، فإن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ترى، بحسب ما أورده موقع "معاريف"، أن "منظومة الردع" التي تحققت بعد العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي على غزة لا تزال تؤثر في توجهات الحركة واستعدادها للتصعيد، على حد زعمه.

وفي السياق، أشار الموقع إلى حقيقة كون أعضاء الخلية التي اعتقلها الاحتلال، مطلع الأسبوع، بزعم تنفيذ عملية إطلاق النار قرب مفترق بيت فوريك الأسبوع الماضي، محسوبين على حركة "حماس"، وإن كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الحديث عن خلية محلية، وليس خلية تلقت تعليمات من الحركة في القطاع.

يشار إلى أن محللين في الصحف الإسرائيلية كانوا قد أشاروا مع اندلاع شرارة الأحداث الحالية واعتقال خلية نابلس، نقلاً عن جهات أمنية بما فيها "الشاباك" الإسرائيلي، إلى أن حركة "حماس"، ومنذ موجة الاعتقالات في الصيف الماضي مع ادعاء الاحتلال عن اعتقال شبكة من 93 عنصراً، قد توجهت في نشاطها إلى الابتعاد عن بناء شبكات من المنظمين فيها، وترجيح إقامة خلايا محلية في كل بلدة، بفعل القدرة في مثل هذه الحالات على تجنب مراقبة الأجهزة الإسرائيلية لها.

وبحسب الأجهزة الإسرائيلية، فإن هذه الطريقة لتنظيم خلايا محلية تضع عراقيل وصعوبات في وجه الاستخبارات الإسرائيلية تعيق الكشف عن أعضاء هذه الخلايا، ولا سيما أنها تقوم على عضوية أقارب أو جيران من نفس البلدة من دون شبكة اتصالات يمكن للأجهزة الإسرائيلية اعتراضها أو كشفها والتنصت عليها.

اقرأ أيضاً: ‏"حماس": عوامل اشتعال الانتفاضة قائمة وأدواتها حاضرة