تقديرات الاحتلال الإسرائيلي: إيران ستملك يورانيوماً مخصباً لصنع قنبلة نووية

15 يناير 2020
إسرائيل تعلم تفاصيل مشروع إيران النووي(Getty)
+ الخط -
تشير تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي "أمان"، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" والإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم الأربعاء، إلى أنّ إيران ستحصل حتى نهاية العام الحالي 2020 على يورانيوم مخصب يمكنها مستقبلاً استخدامه لصناعة رؤوس نووية.

وبحسب ما أوردته "هآرتس"، فإنّ تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى أنه إذا واصلت إيران تخصيب اليورانيوم بالوتيرة الحالية، فإنها ستملك حتى نهاية العام، إذا ما قررت الانتقال إلى إخصاب لليورانيوم بدرجة أعلى، 40 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة 90% مما يمكنها من إنتاج قنبلة نووية.

مع ذلك، تشير التقديرات المذكورة، إلى أنّ إيران ستحتاج إلى مهلة زمنية إضافية لإنتاج رؤوس نووية، وهي عملية يفترض أن تكتمل خلال عامين، في حال اختارت إيران المضي في هذا الاتجاه.

وأشارت "هآرتس" إلى أنّ أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أنّ إيران تطور، أو من شأنها أن تطور "سراً"، صاروخاً قادراً على حمل رؤوس نووية، بعيداً عن أعين أجهزة الاستخبارات المختلفة.

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن هذه التقديرات جاءت في التصور السنوي لـ"أمان"، على ضوء التطورات الإقليمية، وأخيراً، إلى جانب خطوات إيران وابتعادها عن التزاماتها بحسب الاتفاق النووي مع الدول الغربية والولايات المتحدة، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، ما ردت عليه طهران بخطوات تؤشر إلى أنها عادت إلى مشروعها النووي بصيغته الأصلية.

ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن إيران ستمتلك خلال أشهر نحو 1300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة 4%؛ وهي كمية كافية لإنتاج نحو 220 كيلوغراماً مخصباً بدرجة 20% أو 40 كيلوغراماً بدرجة 90% تكفي لإنتاج قنبلة نووية، لكن كل هذا يحتاج إلى قرار واضح من القيادة الإيرانية وسط خرق الاتفاق النووي.

ولكن بحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، فإنه على الرغم من هذه الخطوات الأخيرة لإيران، والتصريحات الإيرانية المعلنة، إلا أن إيران معنية بالعودة إلى الاتفاق النووي شرط أن تلتزم بها الدول الموقعة على الاتفاق النووي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى الرغم من أنّ الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي لا يميل إلى اتخاذ قرارات "صعبة"، إلا أنه قد يضطر لذلك في حال اضطرته التطورات الجارية في إيران إلى اتخاذ قرار استثنائي؛ كما في حال استمرار التظاهرات أو الضغوط والعقوبات الاقتصادية، لا سيما أن 65% من الميزانية السنوية لإيران في العام 2020 مصدرها من النفط، لكن العقوبات الأميركية على إيران جعلت الدولة تنتج نفطاً خلال العام 2010 بقيمة 10 مليارات دولار فقط.

ونقلت "هآرتس"، أنّ تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن النظام الإيراني يدرك أن تطوير قنبلة نووية سيجعل أطرافاً مختلفة تشعر بالتهديد وتتحرك ضد إيران، فتكون الخيارات مطروحة بما في ذلك عملية عسكرية ضد إيران.

كما تطرقت التقديرات الإسرائيلية إلى أثر اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، في الثالث من الشهر الحالي، قائلةً إنه على الرغم من عدم القدرة على تحديد تداعيات الاغتيال إلا أنها ترى أنه يمكن ضرب مكانة إيران و"الحرس الثوري" مقابل روسيا، وسورية و"حزب الله".

وتعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن "حزب الله" يدرك أنه خسر دعم أحد أهم الأشخاص في إيران، من الناحية الاقتصادية أيضاً؛ ما من شأنه أن يزيد من استقلال الحزب ومشاركته وتأثيره في الحلبة اللبنانية الداخلية، حتى عندما يُطلب منه العمل لصالح إيران.

وفي هذا السياق، ترى التقديرات الإسرائيلية، أنّ "حزب الله" اللبناني، غير معني بحرب مع إسرائيل، لكن الفرضية الأساسية عند الاستخبارات العسكرية تتمثّل في أنّ الأمين العام للحزب حسن نصرالله، سيواصل اعتماد معادلة أن أي اعتداء إسرائيلي أو نشاط في لبنان سيواجه برد ضد إسرائيل.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أعلن، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل تعرف بالضبط تفاصيل المرحلة التي وصل إليها المشروع النووي الإيراني، مكرراً تهديداته بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك قوة نووية.

من جهته، قال الكاتب في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إنه بالإضافة إلى التقديرات بشأن المشروع النووي الإيراني، فإنّ تقديرات الجيش تشير إلى أنه بعد اغتيال سليماني، توفرت فرصة لتكثيف الهجمات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها في الجبهة الشمالية (سورية ولبنان).

دلالات
المساهمون