مجموعة من صور لقبر الكاتب الفرنسي جان جينيه (1910 – 1986)، التقطها الشاعر المغربي إدريس علوش، تحتضنها "مندوبية الثقافة بالعرائش" في المغرب، من خلال معرضٍ افتتح يوم 18 أيار/ مايو الجاري، ويستمر لمدة شهر.
يظهر في الصور المعروضة، حرص علّوش على اصطحاب أصدقائه من الكتّاب والفنانين العرب، لزيارة قبر جينيه الواقع في المقبرة الإسبانية على شاطئ المحيط الأطلنطي، شمال المغرب.
الصور التي يقترحها علوش في معرضه، كان قد التقطها بكاميرات مختلفة اقتناها في فترات عديدة؛ فنجد صوراً تغطّي مساحات زمنية معينة، مرتبطة بأحداث أو أشخاص مرّوا بمزار صاحب "يوميات أسير عاشق"، أو "الإقامة"؛ بحسب ما يفضّل علوش تسميته، وهذا ما حمله أيضاً عنوان المعرض: "إقامة جان جينيه".
ويحاول المصوّر في لقطاته أن يعيد إلى الأذهان جينيه الحيّ، ومنجزه في سيرته الأدبية والإنسانية؛ معاناته العميقة التي عاشها متنقّلاً من مكان إلى آخر، إلى أن اختار المغرب كمرفأ وصول نهائي له، إلى جانب مواقفه الملتزمة تجاه قضايا الشعوب.
فكان لجنيه موقف مناصر للسود في أميركا، وكذلك للقضية الفلسطينية؛ إذ شارك مرّة الفدائيين الفلسطينيين معسكراتهم، وزار مخيم شاتيلا عقب مجزرة "صبرا وشاتيلا" عام 1982، حيث كتب عن مشاهداته نصاً بعنوان "أربع ساعات في شاتيلا"، صوّر فيه الفظائع التي ارتكبها الصهاينة وعملاؤهم بحق مدنيين عزّل.
من الصور اللافتة في المعرض، لقطة للمصوّر المغربي أحمد غيلان، الذي رحل الشهر الماضي، وقد عُرف عنه أيضاً زياراته إلى قبر جينيه، وتصوير أصدقائه هناك.
ولعلّ إدريس علّوش أيضاً، كزميله، يحاول أن يُبقى هذا "المزار" حيّاً، كي لا يُترك للإهمال.
رحل جينيه في إحدى شقق باريس، وكان قد طلب في وصيته أن يدفن في المغرب، ونُفّذت وصيته من خلال أصدقائه المقربين.