وشارك المئات في المسيرة التي خرجت بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط البلد، متهمين الأنظمة العربية بالتآمر على المسجد الأقصى، من خلال صمتها على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد والرامية إلى تهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الأقصى، ودعوها إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدف أولى القبلتين.
وحرض المشاركون في المسيرة على انتفاضة فلسطينية ثالثة، معلنين انحيازهم للمقاومة الفلسطينية ورفض مسار التسوية، ومرددين هتافات تنتقد وصم حركة (حماس) بالإرهاب، كما رفعوا صوراً للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد تظهر تصدي الفلسطينيات للجنود الإسرائيليين، وهتفوا "المقدسيات أخوات رجال".
وانتقدوا موقف حكومة بلادهم من الاعتداءات واعتبروه متخاذلاً خاصة وأن المقدسات الإسلامية في القدس تقع ضمن الولاية الهاشمية، وهتفوا "الأقصى ما بدو سجاد.. الأقصى بدو جهاد"، في انتقاد للاهتمام الأردني بالمقدسات والذي اعتبره المشاركون في المسيرة ينحصر في فرش المسجد وترميمه من دون الدفاع عنه.
وطالب الأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، محمد عواد الزيود، الأردن يتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه القدس والمقدسات، مؤكداً أن "البداية تكون بإعادة النظر في اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية، والعمل على إلغائها كرد فعل طبيعي على السلوك الإسرائيلي الذي لا يحترم المعاهدات والاتفاقيات".
وحمل الزيود في تصريح لـ"العربي الجديد"، النظام العربي المسؤولية الكاملة عما يحدث، وقال "هذه مؤامرة دولية والأنظمة العربية متواطئة معها"، وانتقد الأحكام الصادرة عن محكمة أمن الدولة الأردنية (عسكرية) يوم الثلاثاء الماضي والتي وضعت 12 أردنياً في السجن لفترات متفاوتة لإدانتهم فيما يعرف "بقضية حماس"، موضحاً أنه "أصبحت مقاومة الاحتلال ودعم المقاومين جريمة يعاقب عليها في الأردن".
من جهته أكد القيادي الإخواني، مراد العضايلة، قدرة بلاده على الدفاع عن الأقصى لو أرادت ذلك، وقال "تستطيع أن تهدم العلاقات من أجل الأقصى، توقف التطبيع الاقتصادي من أجل الأقصى".
كما وصف الناشط السياسي، علي الضلاعين، موقف حكومة بلاده بالمتخاذل والضعيف، داعياً الأنظمة العربية إلى الخجل من أنفسهم وهو يرون المقدسيات يتحملن بالنيابة عن الأمة كاملة مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى.
وتعتبر المسيرة أكبر نشاط جماهيري لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن منذ مطلع مارس/آذار الماضي، الذي شهد ترخيص جماعة سياسية تحمل اسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين" ونظر إليها على اعتبارها الوريث الشرعي للجماعة التاريخية التي منعت الداخلية الأردنية أنشطتها وفعاليات منذ ذلك التاريخي على اعتبارها جماعة غير شرعية.
اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في الأردن يوجهون إنذاراً عدلياً للجماعة "المعينة"