أحيت قبل أيام السفارة الفرنسية في الجزائر، ذكرى الصحافيين الذين قتلوا في الجزائر في ما يعرف بـ"العشرية السوداء"، وهي تسعينيات القرن الماضي الدموية في الجزائر. وكانت المناسبة من المناسبات النادرة التي تستعاد فيها قصص 120صحافيّاً قتلتهم "الأيديولوجية البربرية خلال السنوات السوداء" كما قال السفير الفرنسي برنار إيمي. وأضاف "أن هؤلاء هم أوائل الصحافيين الذين ضحوا بحياتهم لمعارضتهم الإرهاب". وتذكّرَ، إلى جانب الصحافيين، عدداً من المثقفين والفنانين، بينهم الفنان معطوب الوناس الذي قتل خلال "العشرية السوداء" أيضاً.
وبالعودة إلى تلك السنوات المظلمة، في 2 يونيو/حزيران 1993، انطلقت الرصاصات الأولى في رحلة تصفية الكتاب والصحافيين. وكان أول كاتب يسقط صريعاً بالرصاص، هو الصحافي والروائي الطاهر جاووت، الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير تحرير أسبوعية "ربتوري" الصادرة بالفرنسية، والذي تحمل دار الصحافة اسمه حاليّاً. وقد اغتيل بينما كان يغادر مسكنه، في حي باينام، في الضاحية الغربية لمدينة الجزائر. وكان اِغتياله صدمة للبلاد فقد كانت كتاباته تنويرية ولاذعة ومنتقدة للسلطة وللإسلاميين في الوقت نفسه. ومن عباراته التي اشتهرت: "إذا صمتَّ فإنك ستموت، و إذا تكلمتَ ستموت، إذاً، قُلْ كلمتك و مُتْ".
ومنذ ذلك الوقت انطلقت موجة طويلة من قتل الصحافيين وعمال الصحافة، فسقط أكثر من مائة وخمسين ضحية من جملة الإعلاميين والمبدعين في الجزائر العاصمة وولايات أخرى، ودخلت البلاد في حمام دم.
فاغتيل في أغسطس/آب 1993، الصحافي العامل في التلفزيون رابح زناتي. كما اغتيل إسماعيل يفصح، صحافي أخبار الثامنة في التلفزيون يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 1993. وفي الشهر نفسه اغتيل مصطفى عبادة رئيس التلفزيون الجزائري. واغتيل بعدهم يوسف سبتي، وجيلالي اليابس، ومحمد بوخبزة ،عبدالوهاب بن بولعيد، و عبدالحق بن حمودة، وعمار قندوزي، وعبد القادر حمودة، وغيرهم من أبناء النخبة المتنورة في البلاد. وكان بين الضحايا شخصيات أدبية لامعة من أمثال المسرحي عزالدين المجوبي والشاعر بختي بن عودة والمغني الشاب حسني، ضمن حملة منظمة في مخطط رهيب لتفريغ الجزائر من كوادرها من مثقفين وصحافيين وفنانين وسياسيين.
هذا الواقع جعل العاملين في المهنة يفضلون الهجرة على البقاء داخل الجزائر. وتشير التقديرات إلى هجرة أكثر من 150 صحافيّاً وصحافيةً، والتحاقهم بقنوات وإذاعات أجنبية في باريس ولندن ودول المشرق والخليج.
ومع قرار نقل الصحافيين للسكن في محميات أمنية، شرّد أكثر من 1000 من الصحافيين الجزائريين من بيوتهم ومساكنهم وفارقوا عائلاتهم، وتجرعوا هوان الخوف والرعب، من جراء التهديد بالاغتيال الذي تلقوه. وقد تحول هؤلاء مع مرور الوقت إلى نزلاء في فنادق محروسة حددتها لهم الدولة في العاصمة الجزائرية وضواحيها.
وينقسم الصحافيون الذين قضوا خلال هذه الفترة على الشكل التالي: 42 في المائة منهم يكتبون باللغة الفرنسية، و36 في المائة يكتبون باللغة العربية. أما مزدوجو اللغة فيشكلون نسبة 18 في المائة، ونسبة 3 في المائة منهم بلغة الصم والبكم. أما نوع الانتماء السياسي والأيديولوجي فهو على النحو التالي: 6 في المائة اتجاه إسلامي، 18 في المائة اتجاه يساري، 30 في المائة اتجاه ليبيرالي، 45 في المائة انتماءات أخرى غير معلنة.
وبالعودة إلى تلك السنوات المظلمة، في 2 يونيو/حزيران 1993، انطلقت الرصاصات الأولى في رحلة تصفية الكتاب والصحافيين. وكان أول كاتب يسقط صريعاً بالرصاص، هو الصحافي والروائي الطاهر جاووت، الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير تحرير أسبوعية "ربتوري" الصادرة بالفرنسية، والذي تحمل دار الصحافة اسمه حاليّاً. وقد اغتيل بينما كان يغادر مسكنه، في حي باينام، في الضاحية الغربية لمدينة الجزائر. وكان اِغتياله صدمة للبلاد فقد كانت كتاباته تنويرية ولاذعة ومنتقدة للسلطة وللإسلاميين في الوقت نفسه. ومن عباراته التي اشتهرت: "إذا صمتَّ فإنك ستموت، و إذا تكلمتَ ستموت، إذاً، قُلْ كلمتك و مُتْ".
ومنذ ذلك الوقت انطلقت موجة طويلة من قتل الصحافيين وعمال الصحافة، فسقط أكثر من مائة وخمسين ضحية من جملة الإعلاميين والمبدعين في الجزائر العاصمة وولايات أخرى، ودخلت البلاد في حمام دم.
فاغتيل في أغسطس/آب 1993، الصحافي العامل في التلفزيون رابح زناتي. كما اغتيل إسماعيل يفصح، صحافي أخبار الثامنة في التلفزيون يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 1993. وفي الشهر نفسه اغتيل مصطفى عبادة رئيس التلفزيون الجزائري. واغتيل بعدهم يوسف سبتي، وجيلالي اليابس، ومحمد بوخبزة ،عبدالوهاب بن بولعيد، و عبدالحق بن حمودة، وعمار قندوزي، وعبد القادر حمودة، وغيرهم من أبناء النخبة المتنورة في البلاد. وكان بين الضحايا شخصيات أدبية لامعة من أمثال المسرحي عزالدين المجوبي والشاعر بختي بن عودة والمغني الشاب حسني، ضمن حملة منظمة في مخطط رهيب لتفريغ الجزائر من كوادرها من مثقفين وصحافيين وفنانين وسياسيين.
هذا الواقع جعل العاملين في المهنة يفضلون الهجرة على البقاء داخل الجزائر. وتشير التقديرات إلى هجرة أكثر من 150 صحافيّاً وصحافيةً، والتحاقهم بقنوات وإذاعات أجنبية في باريس ولندن ودول المشرق والخليج.
ومع قرار نقل الصحافيين للسكن في محميات أمنية، شرّد أكثر من 1000 من الصحافيين الجزائريين من بيوتهم ومساكنهم وفارقوا عائلاتهم، وتجرعوا هوان الخوف والرعب، من جراء التهديد بالاغتيال الذي تلقوه. وقد تحول هؤلاء مع مرور الوقت إلى نزلاء في فنادق محروسة حددتها لهم الدولة في العاصمة الجزائرية وضواحيها.
وينقسم الصحافيون الذين قضوا خلال هذه الفترة على الشكل التالي: 42 في المائة منهم يكتبون باللغة الفرنسية، و36 في المائة يكتبون باللغة العربية. أما مزدوجو اللغة فيشكلون نسبة 18 في المائة، ونسبة 3 في المائة منهم بلغة الصم والبكم. أما نوع الانتماء السياسي والأيديولوجي فهو على النحو التالي: 6 في المائة اتجاه إسلامي، 18 في المائة اتجاه يساري، 30 في المائة اتجاه ليبيرالي، 45 في المائة انتماءات أخرى غير معلنة.