"وشهد شاهد من أهلها". فبعد فاصل تاريخي من التطبيل والتهليل للمليارات التي ستهبط على مصر من المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ، وفتح الصحافيين والإعلاميين مزاداً على مئات المليارات التي ستتدفق.
ورغم تصريحات الحكومة ومواقع الأخبار بتجاوز التعاقدات التي تمت خلال المؤتمر 175 مليار دولار، وتطبيل الإعلام طويلاً لها، وغرق المصريين في الأحلام لأيام عدة، نسف إبراهيم عيسى هذه الأحلام، ليخبرهم أن الرقم الحقيقي للاستثمارات في المؤتمر لا يتجاوز 38 مليار دولار.
ورغم محاولات عيسى شرح مدى ضخامة هذا المبلغ، وشرح حقيقة المبالغ الأخرى، بدا بطريقة واضحة أنه يكذب زملاءه الإعلاميين، ويستخفّ بحفلات التهليل التي بدأوها قبل أيام.
ولم يكتفِ إبراهيم بهذه الصدمة، بل جاء بأخرى، وهي أن معظم هذه المشروعات وملياراتها ستذهب للبنية التحتية، كالكهرباء أو الماء والصرف الصحي، لتتحطم كل آمال التقدم والنمو التي علقّها المصريون على شماعة الإعلام المؤيد، وصلت حدّ تبشير رئيس تحرير بوابة "أخبار اليوم" خالد جبر، أنه خلال سنوات قليلة، ستصبح مصر مثل اليابان.
إقرأ أيضاً: الحسيني وموسى: صراع الأذرع يتجدد
الصحافي أحمد حسن الشرقاوي علق على بيع الوهم للمصريين وقال: "ترويج المخدرات على أشده مع مؤيدي الانقلاب من خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، الهدف أن تقتنع بأن هناك ضوءاً في نهاية نفق الفساد". واتفق معه عمرو عبد الهادي فقال: "اللي خده محمود عباس من مؤتمر إعمار غزة يأخده السيسي من المؤتمر الاقتصادي للتسول لبيع مصر".
في حين سخرت الصحافية ناديا أبو المجد من تطبيل الإعلام وقالت: "الصحف والإعلام المصري متلخبط في عدّ الرز/مليارات المؤتمر الاقتصادي... العدد في اللمون... وكده".
والغريب أن تصريحات عيسى لم تأتِ منفردة، ولكنها واكبت ركوداً في السوق المصري، وانخفاضاً في البورصة، تجاهله العديد من الخبراء ومواقع الأخبار المؤيدة للنظام.
وطرح جمال صيام تساؤلاً منطقياً وقال: "لماذا لم تنجح مليارات المؤتمر في إنعاش البورصة؟". وتساءلت شهد عن الركود الحاصل رغم التدفق النقدي المزعوم وقالت: "هل فعلاً هناك سيولة، عناوين الجرايد بتقول إن البورصة تتجاهل مليارات المؤتمر، وتهبط بأكبر وتيرة في شهر".
وحاول أحد الناشطين التفسير وقال: "إزاي تحصل سيولة؟ باستثناء المنح الخليجية.. كل ما نسمعه من أرقام هي فلوس يجب دفعها للمستثمرين! ده قمة التلاعب بالناس".