يركز مرشح الجبهة الشعبية لقوات الثورة الإسلامية (جمنا) إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، في دعايته الانتخابية على الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد. كما أنه تقلد مناصب دينية وقضائية هامة في البلاد.
وولد إبراهيم رئيسي في مدينة مشهد الإيرانية في العام 1960. هو رجل دين إيراني درس في الحوزة العلمية في قم، كما يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة شهيد مطهري. هو سادن (خادم) العتبة الرضوية في مشهد، ويعد هذا المنصب من أهم المناصب الدينية في البلاد. ولدى رئيسي تجربة قضائية وحقوقية طويلة، ففي العشرين من عمره أصبح مدعياً عاماً لمدينة كرج، وتولى بعدها الكرسي ذاته في همدان. وفي العام 1985 انتقل إلى العاصمة طهران، فأصبح نائب المدعي العام فيها. كما كان عضواً في ما يعرف باسم لجنة الموت، التي أقرت أحكام إعدام بحق سياسيين وناشطين في الثمانينيات، وهو ملف انتقده رجل الدين المعروف، آية الله حسين علي منتظري، في تسجيل صوتي سربه ابنه أحمد منتظري قبل فترة.
بعد أن تولى علي خامنئي منصب المرشد الأعلى، وبات ولياً للفقيه في العام 1988، عين رئيس السلطة القضائية حينها، محمد يزدي، إبراهيم رئيسي في منصب المدعي العام لطهران، وأصبح بعد سنوات رئيساً لدائرة التفتيش العامة، وبقي فيها حتى العام 2004. ومن العام 2004 وحتى 2014 كان رئيسي نائباً أول لرئيس السلطة القضائية، وبعدها أصبح مدعياً عاماً لإيران، إلى أن عينه خامنئي سادناً ومشرفاً على العتبة الرضوية في مشهد في فبراير/ شباط 2016. كما كان رئيس اللجنة المشرفة على الرقابة على هيئة الإذاعة والتلفزيون لأربعة أعوام منذ 2012. ويتولى رئيسي حالياً مسؤولية الادعاء العام في المحكمة الخاصة برجال الدين في إيران، التي يترأسها محمد جعفر منتظري. كما أنه عضو في مجلس خبراء القيادة منذ العام 2006 وحتى الآن، ويمثل محافظة خراسان رضوي، شمال شرق إيران، فيه. وهو أحد أعضاء الهيئة الرئاسية لهذا المجلس، الذي يضم رجال دين يشرفون على عمل المرشد الأعلى ولهم الحق في تعيين خلف له.
ورئيسي عضو في الشورى المركزية لجمعية رجال الدين المحاربين. وبعد أحداث العام 2009 التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، كان عضواً في اللجنة القضائية التي تم تشكيلها للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت بحق معتقلين في سجن كهريزك، وكان رأيه قاطعاً في ما يتعلق باحتجاجات الحركة الخضراء، وانتقد المرشحين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي متهماً إياهما بإثارة الشغب والعمل ضد النظام. وقال، في وقت سابق، إن السلطة القضائية ستحاسب هذين الاثنين. ويمثل رئيسي الجبهة الشعبية لقوات الثورة الإسلامية (جمنا) في الاستحقاق الرئاسي الراهن. ورغم أنه نفى نيته الترشح للرئاسيات، لكن أعضاء هذه الجبهة، التي تضم محافظين من أحزاب مختلفة، أصروا على تقديمه مرشحاً عنها، إلى جانب أربعة آخرين، فمنحت لجنة صيانة الدستور أهلية الترشح له ولعمدة طهران، محمد باقر قاليباف، ليكونا منافسين للرئيس الحالي، حسن روحاني. ويركز رئيسي في دعايته الانتخابية على الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، كما يسعى للحصول على أصوات الشريحة الفقيرة وسكان الأرياف والقرى.