أوما ثورمان لـ"العربي الجديد": كوني فنانة مشهورة لا يجعل مني منافقة

10 أكتوبر 2017
خسرت أصدقاء بسبب صراحتي في "كان" (ماثياس نارييك/Getty)
+ الخط -
أدّت أوما ثورمان بطولة "العلاقات الخطرة" المأخوذ عن قصة للفرنسي شادرلو دي لاكلو، كما لمعت في "البؤساء" عن رواية فيكتور هوغو الشهيرة، ثم تقمصت في "هنري وجون" دور زوجة الروائي الأميركي هنري ميللر الذي عاش الجزء الأكبر من حياته في باريس، ومثلت إلى جوار النجم جيرار دوبارديو في فيلم تاريخي تدور أحداثه في البلاط الملكي الفرنسي عنوانه "فاتيل"، غير مواجهتها روبرت دي نيرو في "ماد دوغ أند غلوري"، وجون ترافولتا في "بالب فيكشن" من إخراج كوينتين تارانتينو، وإيثان هاوك الذي كان سيصبح زوجها فيما بعد، في "غاتاكا". 

أفلام كثيرة أخرى، من أبرزها "كيل بيل" لتارانتينو أيضاً، بجزأيه، والذي يعتبر محطة سينمائية لا يمكن تجاهلها في مشوار أوما ثورمان (47 سنة) الفني. وربما أن القسوة الذي يتميز بها "كيل بيل" دفع ثورمان إلى الاتجاه، ولو مؤقتاً، إلى الفكاهة والرومانسية، فهي ظهرت فيما بعد في عمل فكاهي يحمل عنوان "بي كول"، كما شاركت العملاقة ميريل ستريب بطولة "اعترافات خاصة جداً"، وأدت بطولة الفيلم الفكاهي الرومانسي "زوج بالصدفة"، إضافة إلى الفيلم المأسوي المأخوذ عن قصة حقيقية، "الحياة أمام عينيها". وفي باريس، حيث أتت ثورمان متوجهة إلى مهرجان الفيلم البريطاني في مدينة دينار الفرنسية بمنطقة بريتاني، التقتها "العربي الجديد" وحاورتها.



لماذا تنوين حضور مهرجان السينما البريطانية المنعقد في دينار؟
- إنني مدعوة لمشاركة لجنة التحكيم الهامشية المشكّلة من تلاميذ في معهد العلوم السينمائية التابع لمنطقة بريتاني، وهذا شيء يفرحني إلى درجة لا يمكنك أن تتخيلها، لأنني سأقضي وقتي في صحبة شبان وشابات يعشقون السينما، استناداً إلى ميولهم الحقيقية ومن دون أي تأثير خارجي، إعلامي أو مادي، أو غير ذلك من الأشياء التي تفسد لجان التحكيم المكونة من البالغين في أحيان كثيرة.



(روني هارتمانّ/Getty)


من النادر أن نسمع مثل هذا التصريح، خصوصاً من نجمة مرموقة مثلك؟
- إنها الحقيقة، وكوني فنانة مشهورة لا يجعل مني كذابة أو منافقة.

لكنك ترأست، في شهر مايو/أيار الفائت، لجنة تحكيم مسابقة "نظرة محددة"، في أكبر مناسبة سينمائية في العالم، وهي مهرجان "كان"؟
- أجل هذا صحيح، وفعلت ذلك بالأمانة ذاتها التي أتحدث عنها الآن، وإذا كنت قد خسرت ثقة وصداقة بعض أهل المهنة بسبب صراحتي، فهذا ثمن أمانتي إياها.



(كريس جاكسون/Getty)




لنتكلم الآن عن الفيلم الذي طبع مسيرتك السينمائية في السنوات القليلة الفائتة، وهو طبعاً "كيل بيل" بجزأيه، فماذا كان رد فعلك عندما عرض المخرج كوينتين تارانتينو عليك شخصية امرأة مغامرة تقضي حياتها في الانتقام من الذين حاولوا اغتيالها، علماً أنها كانت في بادئ الأمر تعمل بصحبتهم قاتلة أجيرة، وهو لون يختلف كلياً عما كنت تعتادين تقديمه في السينما من قبل؟
- صحيح لم أكن معتادة على أدوار الشر، وإن كانت البطلة هنا تمزج بين الخير والشر بأسلوب مخطط، كي يثير إعجاب المتفرج في النهاية وحتى يقف في صفها وليس ضدها. لكنني فرحت جداً عندما قرأت السيناريو. واكتشفت أن هذه المرأة شريرة من الدرجة الأولى أساساً، بمعنى أنها لا ترحم ولا تتميز بأدنى صفة إنسانية بالمرة إلا تجاه صبيتها، فهي سوداء قاتمة من حيث الروح والمزاج والتصرف، وهذا أمر نادر في السينما، فغالباً ما يمكننا العثور لدى المجرم على شيء ولو بسيط يسبب عطف المتفرج ويبرر إلى حد ما تصرفاته المنافية للإنسانية، ربما لأنه حرم من أهله وهو صبي مثلاً، أو لأن الحياة قست عليه، وكل ذلك غير متوافر في هذه الشخصية، فهي قاتلة أجيرة قضت الجزء الأول من حياتها في اغتيال غيرها من أجل كسب لقمتها، وتقضي الجزء المتبقي منها في سحق الذين أرادوا موتها في يوم ما، وهذا كل ما في الأمر. أنا استمتعت بأداء الدور، خصوصاً أن المواجهة في الفيلم بيني وبين الشريرة الثانية التي أدتها ببراعة داريل هانا كانت شيقة للغاية، وربما أكثر من المواجهات التقليدية بين الأبطال والمجرمين من الرجال في الأفلام بشكل عام. وأعتقد أن كوينتين تارانتينو، ولأنه يعشق المرأة ويحترمها ويقدرها إلى حد كبير جداً، اخترع هنا سينما نسائية مبنية على المغامرات يمكن وصفها بأنها موجة جديدة أتوقع لها مستقبلاً باهراً.


(ماثياس نارييك/Getty)


يتضمن الشريط لقطات كثيرة مبنية على الحركات الرياضية الآسيوية، فهل تخيلت نفسك بروس لي نسائية أثناء تصوير هذه المشاهد؟
- أجل، فهذا بالتحديد ما شعرت به، وبما أنني أحب أفلام الكاراتيه الآسيوية شعرت وكأنني طفلة تلعب أمام الكاميرا، لذا أشكر كوينتين تارانتينو على منحي مثل هذه الفرصة للتسلية وكسب المال في وقت واحد.

تبرزين عضلاتك بطريقة مستمرة في الفيلم، فهل تتدربين رياضياً عادة، أم أنك فعلت ذلك من أجل التصوير بشكل خاص؟
- أنا رياضية جداً منذ صغري، وأتدرب يومياً على رفع الأثقال وتنمية عضلاتي، غير أنني أمارس السباحة والقفز العالي وركوب الخيل والتزلج، فلا أتخيل العيش بلا رياضة، من أجل تنشيط جسدي والحفاظ على لياقتي البدنية.

أديتِ في مطلع الألفية الحالية دور راقصة وممثلة فاشلة في فيلم "بي كول" وهو من أجمل وأقوى أدوارك الفكاهية فوق الشاشة، فكيف تعمقت في هذه الشخصية؟ وأين تعلمت الرقص بهذا الشكل المحترف؟
- لهذا الفيلم حكاية طريفة مختلفة في جوهرها عن الأسلوب المتبع عادة في تحضير الأفلام، فالمخرج باري سوننفلد جمع بين ممثلي الفيلم أي أنا وكريستينا ميليان وجون ترافولتا ودوين جونسون وداني دي فيتو، وطلب منا التفكير في مواقف قابلة أن تشكل تكملة لفيلم "أقتل شورتي" الذي أخرجه شخصياً من قبل، بشرط أن تدور الحبكة في إطار فرقة فنية مكونة من ممثلات وراقصات ومغنيات، لأنه لم يكن قد كتب السيناريو بعد، رغم أن الشركة المنتجة كانت قد جهزت كل تفاصيل التصوير، من ديكورات ووسائل تقنية وخلافه. وقد وجدنا التجربة مثيرة للاهتمام، وراح كل منا يدوّن أفكاره، ويبني لنفسه شخصية في إطار الموقف الموصوف، ويتخيل الأمور الإيجابية والسلبية التي يمكن أن يتعرض لها في كل يوم. وعن نفسي، فقد قضيت ثلاثة أسابيع كاملة أتردد إلى مسرح استعراضي محدد، وتعرفت إلى الراقصات والمغنيات فيه. واعترفت بأنني كنت في حاجة إلى بعض التدريب، خصوصاً إلى نصائح المحترفات صاحبات الخبرة من أمثالهن.

المساهمون