وذكر موقع مجلة "الدفاع الإسرائيلي"، مساء أمس، أن 45 من ضباط سلاح الجو الهندي وصلوا إلى إسرائيل للمشاركة في المناورة، التي تعكس "تعاظم مظاهر الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب ونيودلهي".
وكشفت المجلة النقاب عن أن العسكريين الهنود الذين يشاركون في المناورة ينتمون إلى الوحدة الخاصة لسلاح الجو الهندي، التي يطلق عليها "GARUD"، وتعد مقابِلة لـ"شيلداغ"، الوحدة الخاصة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وأشارت المجلة إلى أن رجال سلاح الجو الهندي سيتدربون مع نظرائهم الإسرائيليين على تنفيذ "عمليات خاصة"، مشيرة إلى أن الهند أرسلت طائرة نقل عسكرية من طراز "C-130J" مخصصة لتنفيذ المهام الخاصة.
من ناحيتها، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في عددها الصادر اليوم، إلى أن المناورة الجوية التي سينفذها سلاحا الجو الهندي والإسرائيلي تأتي في إطار مشروع "BLUE FLAG 17"، الذي يعكف سلاح الجو الإسرائيلي على تنفيذه بشكل سنوي، ويتضمن إجراء تدريبات ومناورات مع أسلحة جو أجنبية، مشيرة إلى أنه سبق أن أجريت ضمن هذه المشروع مناورات مع أسلحة الجو التابعة لليونان، بولندا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، والولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في سلاح الجو الهندي قوله: "المشاركة في مناورة الراية الزرقاء يمنحنا الفرصة للاستفادة من أفضل التدريبات والإطلاع على أفضل أنماط الجهود العملياتية من ناحية مهنية تتقنها أسلحة جو أخرى".
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن المناورة الجوية غير المسبوقة بين الهند وإسرائيل تأتي في أعقاب "الزيارة التاريخية" التي قام بها لإسرائيل في يونيو/ حزيران الماضي رئيس حكومة اليمين الهندية، نارندا مودي، الذي مثل وصوله للحكم نقطة تحول فارقة على صعيد تطوير العلاقات بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهند تعد واحدة من أكثر الدول "استهلاكا" للسلاح الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الصناعات العسكرية في إسرائيل تزود الهند بمنظومات عسكرية دفاعية وهجومية، بالإضافة إلى بيع نيودلهي منظومات متكاملة من وسائل الطيران غير المأهولة.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي بلغت قيمة المبيعات العسكرية الإسرائيلية للهند بليون دولار، فإن التبادل التجاري بين الجانبين تطور خلال السنوات الخمس الماضية بشكل لافت، بحيث بلغ 4 مليارات دولار سنويا.
ولعل أوضح مظاهر التعاون العسكري بين الهند وإسرائيل تمثل في التطوير المشترك لصاروخ "باراك 8" (أرض جو)، والذي ساهمت فيه كل من الصناعات العسكرية الإسرائيلية ومؤسسة الأبحاث الدفاعية الهندية (DRDO).
وقد وقعت إسرائيل والهند أخيرا على عقد بقيمة 630 مليون دولار، تقوم إسرائيل بموجبه بتزويد سلاح البحرية الهندية بصواريخ (LRSAM) طويلة المدى.
يشار إلى أنه خلال زيارة مودي لإسرائيل تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجال الفضاء، واتفاقيتين في مجال المياه.
وحسب الباحث الإسرائيلي شارغا بروش، فقد وفر تعاظم مستوى النمو الاقتصادي في الهند، والذي قفز إلى 7.6% في العام، الكثير من الفرص أمام الصناعات العسكرية الإسرائيلية، على اعتبار أن هذا التطور سيفضي إلى ارتفاع الموازنة المخصصة للأمن، وسيشجع صناع القرار في نيودلهي على توسيع حجم المشتريات العسكرية من إسرائيل.
وفي دراسة صدرت عنه أخيرا، أوضح "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة بار إيلان الإسرائيلية، أن وصول مودي للحكم أفضى إلى خروج التعاون الأمني والاستخباري بين إسرائيل والهند من السر إلى العلن.
وذكرت الدراسة أن "الاضطرابات ومظاهر الاستقطاب التي تعصف بالعالم العربي ساعدت مودي على اتخاذ قراره الاستراتيجي بإحداث نقلة غير مسبوقة في العلاقة مع إسرائيل"، موضحة أن "صناع القرار الجدد في الهند أدركوا أن تطوير العلاقات مع تل أبيب لن يؤثر سلبا على علاقاتهم مع أنظمة الحكم (التقليدية) في العالم العربي".
وقد أدى الهجوم الذي استهدف معبدا يهوديا في بومباي عام 2008، إلى تعزيز التعاون الأمني وتكثيف تبادل المعلومات الاستخبارية بين نيودلهي وتل أبيب.