تجتمع عائلة الأسير الفلسطيني جابر الحسنات، من منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة، للعام السابع على التوالي، على مائدة الإفطار الرمضاني، مفتقدةً أصناف الطعام التي كان يصنعها ابنها الأسير، قبل اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي له في عام 2008.
الشوق بدا واضحاً على الملامح الهادئة لأبناء الأسير الحسنات وزوجته، الذين علقوا صوره في كل زوايا وجدران المنزل، ولم يفوتوا مناسبة أو فعالية خاصة بالأسرى إلا وشاركوا فيها، للمطالبة بإنهاء اعتقال رب أسرتهم.
وتقول زوجته، نهاية الحسنات، إنّ قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت زوجها بتاريخ 21 ديسمبر/كانون الأول 2008، وحكمت عليه بالسجن لمدة "ثمانية أعوام ويوم واحد"، قضى منها سبعة أعوام داخل سجن ريمون في ظل ظروف إنسانية مرهقة للغاية.
وتشير في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ شهر رمضان بالنسبة لها ولأطفالها مرهق للغاية، بسبب غياب زوجها أبوضياء، "فنحن نشعر وكأنّ البيت خاو، كانت تؤنسنا والدة جابر، لكنها توفيت في يوم محاكمته، بعد عام من اعتقاله، وهي تنطق باسمه على سرير الموت".
وتضيف "كان زوجي يملأ البيت فرحاً في رمضان، ويقوم بإعداد المعكرونة ومختلف أنواع السلطات التي يتقنها، إضافة إلى عدة أطعمة يحبها أطفالي، لكن تلك الضجة الجميلة ذهبت في اليوم الأول لاعتقاله، نتمنى حقاً أن يخرج في القريب العاجل".
واحتفلت العائلة في 22 يونيو/حزيران الماضي، قبل أيام معدودة، بعيد ميلاد الأسير جابر، متمنية أن تحتفل قريباً وهو بينهم.
وتوضح أم ضياء الحسنات، أنها تزور زوجها كل شهرين برفقة أحد أبنائها الصغار، وتقول "الاحتلال الإسرائيلي يعاملنا معاملة حاطّة بالكرامة، يخضعنا خلالها للتفتيش العاري، ولا يسمح بدخول الأطفال فوق سن الرابعة عشرة، كذلك يمنع إدخال الملابس أو أي من مستلزمات الأسرى خلال الزيارة".
وتشير الزوجة التي تشارك كل يوم اثنين في اعتصام أهالي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة، إلى دور الصليب الأحمر في التسهيل لزيارة الأسرى ومرافقة الأهالي، لكنها تقول في ذات الوقت "هناك تقصير من الصليب الأحمر في الكثير من الأمور، أبرزها زيارة كل أبناء الأسرى، نقل الرسائل، علاج الأسرى، وإدخال المستلزمات".
ولم يختلف حال عائلة الأسير فادي النمنم، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، كثيراً عن حال عائلة الأسير جابر الحسنات وباقي عائلات الأسر في شهر الصوم، فقد عبروا جميعاً عن شوقهم وحاجتهم إلى مشاركة أبنائهم الأسرى لهم إفطارهم الرمضاني، ومختلف المناسبات.
ويقول أبو رائد النمنم والد الأسير "لديّ سبعة أبناء، لكن لا يوجد نكهة لأجواء رمضان بدون فادي، الذي اعتقلته قوات الاحتلال بعد عام واحد من زواجه، نفتقد خفة ظله ومشاركته لنا في التجهيز لزينة رمضان والعيد".
ويروي لـ"العربي الجديد": "كان عُمر حفيدي "وسيم" لحظة اعتقال والده فادي شهرا واحدا، والآن أصبح في الروضة، أتمنى أن يخرج ابني من الأسر وأن تنتهي معاناته وباقي زملائه الأسرى قبل نهاية شهر رمضان، كي يُعيّدوا مع ذويهم".
وتضيف وفاء النمنم، زوجة الأسير فادي "أنتظر بفارغ الصبر خروج زوجي من الأسر، فأنا لا أشعر بجمال أي مناسبة بدونه، قضى أربعة أعوام، وبقي على موعد حريته ثلاثة أعوام أخرى، سيخرج بعدها ليرى ابنه الوحيد وقد كَبُر وأصبح صبياً".
اقرأ أيضاً: سعي فلسطيني لتدريس مساق عن الأسرى في سجون الاحتلال