أنجيلا ميركل... المرشحة الأقوى لـ "نوبل السلام" بورقة اللاجئين

09 أكتوبر 2015
أبرز شخصية سياسية في ألمانيا (Getty)
+ الخط -

كانت أزمة اللاجئين وطريقة تعامل المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، معها كفيلة بأن تضعها ضمن لائحة أبرز المرشحين لـ "جائزة نوبل للسلام" التي ستعلن نتائجها، يوم الجمعة، في النرويج.

وجاهرت أبرز شخصية سياسية في ألمانيا بدعمها هذه القضية، وحضّت وتولت القيادة في إدارة هذا الملف ببعديه الأخلاقي والإنساني على مستوى أوروبا والعالم.

ونجحت ميركل، المرأة الأولى التي تتولى منصب مستشارة ألمانيا، حيث أخفق الآخرون، وذلك بتحقيقها نتائج إيجابية في العديد من الملفات السياسية والاجتماعية، من خلال حبكة ألمانية قوامها الإقدام والمثابرة، من أجل الوصول إلى الحلول الناجعة.

ولا يمكن تجاهل دور ميركل في اتفاق "مينسك" الذي وقع مطلع 2015، والذي أدى إلى وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، عدا عن تلك القرارات الداخلية، ومنها إغلاق المفاعلات النووية في ألمانيا بعد كارثة اليابان، إضافة إلى الدعم الاقتصادي والمالي وتعزيز التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاً: ميركل محجّبة على تلفزيون ألمانيا: غضب من الإسلاموفوبيا

المرأة التي ترعرعت داخل أسرة بروتستانتية مؤمنة في ولاية براندنبورغ شرق ألمانيا، من عائلة مكونة من خمسة أشخاص، أب خدم قسيساً وأم اهتمت بتربية أولادها الثلاثة، تركت بصماتها في التعاطي مع ملف اللاجئين الهاربين من الحروب، حتى وإن كان موقفها في "فتح اﻷبواب" قد تسبب لها ولحزبها ببعض الخسارة في الرصيد الشعبي بحسب ما تظهره آخر استطلاعات الرأي. خسرت المستشارة 9 نقاط، خلال شهر واحد، إذ أعلن 54% فقط من الألمانيين تأييدهم لها، وهي أدنى نسبة منذ 4 سنوات.

ويرجع بعضهم تراجع شعبية المستشارة الى الطريقة العشوائية التي تم بها استقبال اللاجئين، وحيث بدأت تظهر المشكلات وأعمال العنف تعصف بين اللاجئين في مراكز الإيواء. 

المستشارة الألمانية وفي مقابلة تلفزيونية، دافعت عن سياستها تجاه اللاجئين، كما عارضت إغلاق الحدود، معلنةً أن لديها خطة لمواجهة تلك الأزمة، ومنها تحسين إجراءات اللجوء وتعديل القوانين، مشددةً على أنه لا يجب أن يقتصر العمل على ألمانيا فقط، إنما مع دول الاتحاد الأوروبي، والسعي لتوزيع أكثر عدلاً للاجئين داخل دول الاتحاد.

وطالبت بالتنسيق مع الدول المجاورة، ومنها تركيا وليبيا، من أجل حماية الحدود الخارجية لأوروبا.

وجاءت مواقفها في رد على الانتقادات تجاه سياسة الحدود المفتوحة المتبعة، وطالب بعضهم ميركل بإعلانها أن ألمانيا لم يعد باستطاعتها استقبال المزيد من اللاجئين، إلا أنّها عادت وأكّدت أنها "مقتنعة تماماً بأن بلادها "تستطيع تجاوز هذا الاختبار التاريخي، ولن تتراجع عن موقفها". وأضافت "هذا يتطلب وقتاً وبالإرادة يمكن تحقيق الكثير، وعلى الجميع أن يكون لديهم التفاؤل واليقين"، معربة عن ثقتها في مواجهة هذا التحدي.

اقرأ أيضاً: ميركل: استقبال المهاجرين المهمة الأصعب منذ إعادة توحيد ألمانيا 

إلى ذلك، شددت ميركل في كلمة معبرة أمام البرلمان الأوروبي، على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبي تجاه قضية اللاجئين، فقالت "يجب أن نكون، الآن، أكثر ولاء لأوروبا، وعلينا التمسك بقيمنا، فإن لم نحترمها سنحتقر أنفسنا".

ميركل حصلت على شهادة الثانوية العامة عام 1973، وتابعت دروسها الجامعية في جامعة لايبزيغ في علم الفيزياء، حازت على الدكتوراه في مجالات التفاعل الكيميائي، إلا أن اهتمامها بالسياسة، دفعها للانضمام الى الحزب المسيحي الديمقراطي.

وجدت نفسها قريبة من المستشار الألماني الأسبق، هيلموت كول، بعد أن تدرجت في العمل الحزبي وتخطت العديد من الحواجز والعوائق العملية، قبل أن يدفع بها كول نفسه لتولي المناصب الحزبية، وتترأس حزبها في عام 2002، وتفوز في عام 2005 في الانتخابات، وتصبح أول امرأة تحظى بمنصب مستشارة ألمانيا، وتكون أول مستشارة ترعرعت في ألمانيا الشرقية.

المساهمون