يوم غنّت أم كلثوم أغنيتها الشهيرة "يا ليلة العيد"، لم تكن تعلم أنها تترك بصمتها على تاريخ أعياد الأجيال القادمة في مصر وحتى في العالم العربي، إذ ما زالت هذه الاغنية تُسمع وتُغنى حتى يومنا هذا.
الأغنية جزء من فلم "دنانير" الذي قامت ببطولته أم كلثوم عام 1939، وهي معلومة لا يعرفها كُثر، وقد اشترك في كتابتها شاعران وملحنان، وكأن في الأمر إشارة إلى غنائها في عيديْ: الأضحى والفطر.
وكان قد بدأ الشاعر الكبير بيرم التونسي بكتابتها، ولكنه لم يتمكن من إكمال أكثر من مطلعها، فطلبت أم كلثوم آنذاك من شاعرها وصديقها المقرب أحمد رامي مواصلة كتابتها وقد استطاع أن يصل بالقصيدة إلى ما كانت تريده أم كلثوم من أجواء، قدمتها بعد ذلك إلى الملحن زكريا أحمد، الذي لحنّها.
غنّتها كوكب الشرق لأول مرة في الإذاعة، قبل أن يحتدم الخلاف بينها وبين زكريا لتطلب من صديقها الثاني رياض السنباطي أن يعيد تلحين الأغنية من جديد، فيقدم لها الأخير لحناً جديداً، وهو الذي تم اعتماده للعمل، واشتهرت به الأغنية التي غنتها بعد ذلك في فلم "دنانير".
اقرأ أيضاً: كسوة العيد: سوق يؤمّن ملابس لفقراء غزّة مجاناً
لأم كلثوم أغنية ثانية عن العيد بعنوان "يا بهجة العيد"، وهي الأغنية التي أُدرجت ضمن أهم 100 أغنية عربية، تقول فيها: "يا بهجة العيد السعيد/ لما افتكر زهرو النادي/يا طلعة اليوم الجديد/يا فرحة الطير الشادي/ يوم التهاني بين الأحبة/ يوم الفرح والأماني".
وقد كتب كلماتها أحمد رامي أيضاً، ولحنها محمد القصبجي عام 1937 ، أي قبل أغنية "يا ليلة العيد"، وقد ذاع صيت "يا بهجة العيد" لتصبح أشهر من أغنيتها الأولى "يا ليلة العيد"، أما سبب تفوّق الثانية على الأولى، فيبقى سراً من أسرار العيد الجميل.