أمي وفيسبوك.. هكذا أصبحت جاسوسة علينا

21 مارس 2015
تستطيع الوالدة مجاراة أبنائها (Getty)
+ الخط -
استغربت أنجيل (33 عاماً)، طلب الصداقة الذي كان بانتظارها عندما شغّلت حاسوبها وفتحت صفحتها على موقع فيسبوك. كانت أمها مرسلة الطلب، للوهلة الأولى شعرت بأنها مزحة ما أو مقلب يقوم به أحد الأصدقاء، وخاصةً أن والدتها التي تجاوزت الستين عاماً لم تكن مهتمةً بذلك العالم الافتراضي من قبل. عالمٌ يُختصر على هاتف نقّال نتصفّح منه ما نشاء وفي أي وقت.

توجّهت أنجيل بسرعة إلى غرفة والدتها وسألتها مبتسمة إذا كان الحساب حسابها فعلاً، أو هو شخصٌ ما ينتحل صفة الأم. لكن أمها ابتسمت وأومأت برأسها مؤكدةً بأنه حسابها، وقالت: "أردت أن أفاجئكم بدخول عالم الفيسبوك، لطالما سمعتك وإخوتك تتحدثون عن الصور أو عن "اللايك" وعن تبادل الآراء، فقررت بمساعدة جارتنا أن أتعلّم أكثر عن فيسبوك".

يومان كانا كفيليْن لدخول الوالدة ذلك العالم. وأضافت: "فاجأت أبناء إخوتك في كندا أيضاً وأرسلت لهم طلبات صداقة، للوهلة الأولى لم يصدقوا أنني كسرت تحفظي تجاه هذا العالم وتحدثوا معي عن طريق "الفويس مسج"، عن هذا التحوّل المفاجئ وكانوا سعداء ومرحبين بخطوتي، وباتوا يرسلون لي يومياً أطيب الأمنيات وباقات الورود المتعارف عليها في هذا العالم".

صُدمت أنجيل بالانفتاح والتطور الذي طرأ على شخصية والدتها وتساءلت عن قدرة الأخيرة الغوص في ذلك العالم بتلك السرعة. ثم عرضت مساعدتها بكلّ ما قد تحتاج إليه لفهم ذلك العالم الافتراضي أكثر.

عالمٌ جديد اجتاح يوميات الوالدة. وتابعت أنجيل كلامها بضحكة ماكرة قائلةً: "ستعلمين غداً كل شيء عن تحركاتي وقد تكتشفي أشياء كنت أخفيها عنك وأتبادلها مع الأصدقاء على موقع فيسبوك!".

ابتسمت الوالدة وكأنها انتصرت في معركةٍ لها الحق في خوضها، واكتشفت أنها تستطيع مجاراة أبنائها بشكل لا يحدّ من حريتهم بقدر خوفها عليهم!
المساهمون