على مدار السنوات القليلة الماضية، استطاعت الفنانة المصرية أمينة خليل أن تلفت الأنظار إليها من خلال أدوارها التي اتسمت بالهدوء والرومانسية، ودائماً ما كانت تثبت أنها تطور نفسها من عمل لآخر، حتى بلغت موهبتها ذروتها في فيلم "توأم روحي"، الذي بدأ عرضه مؤخراً واحتلت أمينة البطولة فيه بجوار حسن الرداد والتونسية عائشة بنت أحمد، كما شاركت في فيلم "صاحب المقام" للمؤلف إبراهيم عيسى في شخصية جديدة عليها. "العربي الجديد" التقت أمينة في هذا الحديث.
- حدثينا عن ردود الأفعال حول فيلم "توأم روحي"؟
* سعيدة جدا بها، لأن الفيلم استطاع أن يخطف قلوب مشاهديه، فهو عمل رومانسي وقلما وجدت أعمال رومانسية هذه الفترة، والجمهور محب جدا لمثل هذه النوعية من الأفلام، وأنا عن نفسي أحب مشاهدة الأفلام الرومانسية التي تحتوي على قصص حب جميلة منذ أن كنت طفلة، لأني بطبعي شخصية رومانسية إلى حد كبير. أحب كل تفاصيل هذا الفيلم رغم أني تعبت فيه جدا. وفي فترة تصوير بعض المشاهد في باريس، ارتفعت درجة حرارتي ووصلت إلى أربعين درجة مئوية، لكن لم ألتفت لتعبي بقدر ما كنت أركز في الحالة التي أعيشها مع كل فريق العمل، سواء في التصوير نفسه أو الكواليس.
- بخصوص إيرادات الفيلم، كيف سيتم تقييمها في ظل النسبة الاستيعابية القليلة لدور العرض؟
* بصراحة، لا أعرف شيئاً عن موضوع الإيرادات. كل ما أعرفه هو ردود فعل الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وآراء النقاد، أما جزئية الإيرادات فهي تخص المنتج، وأتمنى أن يحقق العمل إيرادات ضخمة.
- شاركتِ في فيلم "صاحب المقام" بدور لم تقدميه من قبل، فماذا تقولين عنه؟
* كما قلت فعلا لم أقدم مثل هذا الدور من قبل، لذا كان ملفتا للنظر بالنسبة لي بشكل كبير، ودور فيه تحدٍّ، فأجواء الفيلم نفسها لم أخضها من قبل لذا شعرت أني في عالم آخر.
- قدمت أولى بطولاتك التلفزيونية من خلال مسلسل "ليه لأ". ما رأيك في الجدل الذي أثاره؟
* أي عمل فني يثير جدلا فهو ناجح. في البداية، كنت أشعر برهبة من كل ما أثير حول القصة، ولكن في الوقت نفسه كنت سعيدة أن المسلسل لفت الأنظار إلى هذا الحد. القصة واقعية جدا، وبها تمرد فتاة في الثلاثينيات من عمرها، حيث ترفض قيود المجتمع، وفي اللحظات الأخيرة وأثناء زفافها تقرر التخلص من كل مخاوفها وتهرب من الزواج من رجل لا تحبه.
- طاولت العمل اتهامات بأنه لا يناسب الفتاة الشرقية ويحرضها على عصيان أهلها، ما ردك؟
* العمل لا يروج أبدا لفكرة عصيان الفتاة لأهلها. ولكن نقول لكل فتاة أن تفعل ما تريده طالما هي مقتنعة به، وفكرة الرضوخ لأفكار الآخرين من أجل إرضاء المجتمع هي فكرة تُميت الحياة بداخلنا. وللعلم، رصد المسلسل الرأي والرأي الآخر، فهناك نماذج في المسلسل شجعت فكرة التمرد، ورأي آخر رفضه واعتبره انحلالا، ولكن رسالتنا في العمل لكل فتاة هي أن تتمرد على الواقع طالما لا يرضيها، ولا تكون أسيرة أبدا لأي أفكار تنفر منها. كما أن علاقة الأم بابنتها في العمل كانت غير جيدة، لذا أقول من خلال شخصية "عليا" التي أجسدها، لكل أم أن تسمع ابنتها وتحتضنها، فهذا يشكل فرقاً في حياة أي فتاة.
- حضرت والدتك في دور صغير في المسلسل، كيف جاءت مشاركتها؟
* عن طريق المخرجة مريم أبو عوف. وللعلم، كان سبب الاختيار هو أن مريم تبحث دائما عن الواقعية بشكل كبير، وبعدما علمت أن والدتي مهتمة جدا بشؤون الحيوان، قررت الاستعانة بها في شخصية صاحبة ملجأ للكلاب والقطط، وكان دورا بسيطا.
- هل تشابهت شخصية "عاليا" مع شخصيتك الحقيقية؟
* أنا أرى أن شخصية عاليا موجودة إلى حد ما بداخل كل فتاة، وعن نفسي، منذ صغري أنا قريبة جدا من والدتي، ومن وجهة نظري أن الثقة والدعم النفسي الذي تعطيه الأم لابنتها من أهم الأشياء التي تؤثر في الفتاة وفي نشأتها نشأة صحية. ووالدتي عوّدتني على الاستقلال وأن أقول رأيي بكل صراحة من دون خوف أو تردد مهما كانت العواقب، وعلمتني أن أتحمل نتيجة اختياراتي وأن يكون لي قناعاتي الخاصة.
- نشرتِ منذ فترة صورة لك مع خطيبك تعرضت لانتقادات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي. كيف تردين عليها؟
* لا أفكر في أي هجوم، ولا بد أن يعي الكثيرون أن هناك شيئا في حياة الفنان اسمه الحياة الخاصة، لا بد ألا يقترب منها أحد.
- أي من الآراء يهمك أكثر.. الجمهور أم النقاد؟
* أي فنان في حاجة إلى رأي الاثنين، وآراء الجمهور أتلقاها لمعرفة ما إذا كنت أسير على الطريق الصحيح أم لا، وأكون سعيدة جدا بالطبع بدعمهم ووقوف الكثيرين من الجمهور بجواري، ولكن أتقبل كذلك الآراء المخالفة، فأنا أؤمن جدا بالديمقراطية في الآراء طالما ليس بها تجريح، وأما بخصوص آراء النقاد فلا بد أيضا للفنان أن يستمع إليها لأنها تكون آراء على دراسة للنقد وبالتأكيد بها الكثير من الدروس لأي فنان.