أمراء ورجال أعمال وشيوخ وناشطات مختفون في السعودية

30 اغسطس 2018
أمير الرياض السابق لا يُعرف مصيره(ديميتري أستاخوف/فرانس برس)
+ الخط -
تواصل عائلات مئات من المفقودين في السعودية، السؤال عن مصير أبنائها الذين اعتقلتهم السلطات وغيبتهم في السجون بسبب النشاط السياسي أو الحقوقي، دون أن تجيبهم السلطات، أو تكشف عن أعداد المسجونين الذين تعتبرهم عائلاتهم مختفين قسرياً.


وينتمي المختفون في السعودية إلى تيارات سياسية وطبقات اجتماعية متباينة، وتضم القائمة أمراء من العائلة الحاكمة، ورجال دين، ومعارضين إسلاميين وعلمانيين، بل وفتيات حاولن الهرب لطلب اللجوء في دول أجنبية.

ويعد المعارض الشهير ناصر السعيد أحد أشهر المختفين في السعودية، إذ اختُطف من أحد شوارع بيروت عام 1979، على أيدي المخابرات السعودية بالتعاون مع أمراء الحرب في لبنان، ولم يُعرف مصيره حتى الآن، رغم تكهنات تفيد بقتله فور اختطافه. ولا تزال زوجته أم جهاد، تمني النفس بظهوره، أو كشف السلطات السعودية عن مصيره.


كما لا يزال مصير المئات ممن اعتقلتهم السلطات في حملتها الأخيرة في سبتمبر/ أيلول 2017، ضد تيار "الصحوة" مجهولاً بالنسبة لأهاليهم، إذ لا يُعرف مصير الشيخ عبد العزيز الطريفي، والذي تحاول عائلته باستمرار التواصل معه، كما أن الشيخ سليمان الدويش، والذي يعد أحد رجال الدين المؤيدين لولي العهد السابق محمد بن نايف، لا يزال مختفياً وسط تقارير غير مؤكدة تفيد بوفاته تحت التعذيب.

وبين أبرز الأسماء التي لا يعلم أهلها مصيرها، الباحث الاقتصادي عصام الزامل، ورجل الدين سعد البريك، والشيخ سفر الحوالي، والشيخ عبدالعزيز الفوزان، والدكتور وليد فتيحي، كما تضم القائمة الناشط اليساري محمد الربيعة، والذي اعتقل ضمن حملة الاعتقالات العنيفة التي شنتها السلطات السعودية مؤخراً.

وبينما كشفت السلطات عن مصير عدد من الناشطات النسويات، مثل لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، فإن مصير أخريات مثل سمر بدوي لا يزال مجهولاً، رغم مطالبة السفارة الكندية بالإفراج عنها، ما أشعل أزمة سياسية بين البلدين، كما أن مصير الناشطة نسيمة السادة لا يزال مجهولاً.

اختفاء أمير الرياض السابق


وبين أبرز الأسماء التي لا يُعرف مصيرها في السعودية، أمير العاصمة الرياض الأسبق ونجل العاهل السعودي الراحل، الأمير تركي بن عبد الله آل سعود، والذي اعتقل ضمن حملة ولي العهد محمد بن سلمان، ضد منافسيه من الأمراء ورجال الأعمال، والذين أودعهم في فندق "ريتز كارلتون" الذي تحول إلى معتقل كبير.

ورغم الإفراج عن شقيقه الأكبر متعب بن عبد الله آل سعود، وزير الحرس الوطني السابق، فإن الأمير تركي لا يزال مصيره مجهولا، ولا تستطيع عائلته التواصل معه، خصوصاً وأن سكرتيره الخاص، اللواء سعود القحطاني، قُتل تحت التعذيب في معتقل الريتز أواخر العام الماضي.

وأكد مصدر ينتمي لعائلة أخوال الأمير وهم من قبيلة شمر، لـ"العربي الجديد"، أن "الأمير تركي اختفى وانقطعت أخباره عن عائلته منذ شهر ديسمبر الماضي، عقب الوفاة المجهولة لسكرتيره اللواء القحطاني".

وقال المصدر الذي يقيم في الكويت، إنه كان على تواصل دائم مع الأمير تركي قبل وأثناء توليه لإمارة الرياض، وأكد بشكل قاطع أن "الأمير مختفٍ ولا يعرف أحد مصيره حتى الآن".

ورغم مطالبات المنظمات الحقوقية الدولية للسلطات السعودية بالكشف عن مصير مئات المفقودين المنقطعة أخبارهم في السجون السعودية، فإن السلطات لا تزال مستمرة في التعتيم على أخبارهم، ورفض الكشف عن مصيرهم، خصوصاً وأن تسريبات تفيد بمقتل كثير منهم تحت التعذيب.