بعد تأديتها أحد أدوار "ورقة بيضا" (2016)، لهنري بارجيس، تخوض اللبنانية، ألكسندرا قهوجي، تجربة مختلفة، تتمثّل بدور في أحد الأفلام الـ 4 القصيرة، الذي تُخرجه اللبنانية، مونيا عقل، والكوستاريكيّ إرنستو (نيتو) فيلالوبوس، ضمن مشروع "ليبانون فاكتوري"، الذي سيفتتح الدورة الـ 49 لـ "نصف شهر المخرجين"، في الدورة الـ 70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) لمهرجان "كان" السينمائيّ.
الفتاة التائهة وسط انهيار حياة متكاملة حولها، والراغبة في اختبار حدود قصوى للعيش على حوافي المغامرة في عالم سفليّ، داخل بيئة لبنانية شديدة التناقض بين مخبّأ ومعلن، ستأخذها ألكسندرا قهوجي، في "ورقة بيضا"، إلى اختبار عيشٍ قاسٍ على شفير النهايات المعلّقة، والمسارات الملتبسة. بهذا، تكشف قهوجي حيوية أداء، وعفوية حضور، ومتانة صوغٍ لشخصية مثقلة بأسئلة اليوميّ، في جحيم الأرض والحياة.
لكن لقهوجي اختبارات أدائية متنوّعة، وإنْ يبقى عددها قليلاً. والقلّة تنوّعٌ، والتنوّع دافعٌ إلى
تمرينٍ يدفع الممثلة الشابّة إلى تبديل أدوارٍ، وإنْ يبدو بعضها متشابهاً، في حين أن الممثلة تتمكّن من إحداثِ فرقٍ بينها. وابتعادها عن الأعمال التلفزيونية إضافة إيجابية لها، تحصِّن أداءها أمام الكاميرا السينمائية، وإنْ في أفلامٍ لن تكون، كلّها، متساوية الأهمية.
وعدم التساوي لن يحول دون إظهار شيء من براعة، ألكسندرا قهوجي، في تأدية المطلوب منها. فمنذ "يوم آخر" (2006)، لجوانا حاجي توما وخليل جريج، تكشف الممثلة الشابّة عن بعض ما تختزنه من وعي معرفيّ بأصول المهنة، إذْ تحاول أن تجعل من شخصية زينة ـ صديقة مالك (زياد سعد)، المُصاب بتوقّف التنفّس أثناء نومه، وبالنعاس أيضاً ـ ركيزة درامية لمسار حياتي، يتعلّق بمالك ووالدته كلوديا (جوليا قصّار)، التي تنتظر عودة زوجها المفقود منذ 15 عاماً.
فزينة معنية بمالك، الراغب في إعلان وفاة الأب كنوعٍ من خروج له من مأزق متاهة يُقيم فيها، ولا يُتقن خلاصاً منها. لكن زينة هذه لن تكون "الممثلة" المسلمة، التي ستتزوّج شاباً مسيحياً، في "فيلم كتير كبير" (2015) لميرجان بوشعيا، إذْ تنتقل ألكسندرا قهوجي إلى عالمٍ آخر تماماً، مبنيٍّ على مغامرة يقوم بها 3 أشقاء يعملون في تهريب المخدرات، فيعثرون على طريقة يستحيل كشفها: تصوير فيلم سينمائيّ، لإخفاء عمليات التهريب. هنا، تتحوّل قهوجي إلى ممثلة في "فيلم داخل فيلم"، وتمنح شريكها مصداقية الانفعال، الذي يكشف جوانب عميقة في البنيان الاجتماعي اللبناني، وتضع نفسها أمام اختبار التداخل بين شكلين أدائيين في فيلم واحد.
أما "مشوار" (2012)، للسوري ميّار الرومي، فمساحة سينمائية لن يكون لها شبيهٌ. اللغة السينمائية أعمق في قراءتها أحوال الخراب الإنساني، في مجتمع ذكوريّ؛ وامتلاك الممثلة حيّزها الأوسع تجربةٌ لحضورٍ يحتلّ السياق الدرامي، إلى جانب السوري عمار حاج أحمد، ويطرح أسئلة العلاقات والانتماء والحبّ.
اقــرأ أيضاً
لكن لقهوجي اختبارات أدائية متنوّعة، وإنْ يبقى عددها قليلاً. والقلّة تنوّعٌ، والتنوّع دافعٌ إلى
وعدم التساوي لن يحول دون إظهار شيء من براعة، ألكسندرا قهوجي، في تأدية المطلوب منها. فمنذ "يوم آخر" (2006)، لجوانا حاجي توما وخليل جريج، تكشف الممثلة الشابّة عن بعض ما تختزنه من وعي معرفيّ بأصول المهنة، إذْ تحاول أن تجعل من شخصية زينة ـ صديقة مالك (زياد سعد)، المُصاب بتوقّف التنفّس أثناء نومه، وبالنعاس أيضاً ـ ركيزة درامية لمسار حياتي، يتعلّق بمالك ووالدته كلوديا (جوليا قصّار)، التي تنتظر عودة زوجها المفقود منذ 15 عاماً.
فزينة معنية بمالك، الراغب في إعلان وفاة الأب كنوعٍ من خروج له من مأزق متاهة يُقيم فيها، ولا يُتقن خلاصاً منها. لكن زينة هذه لن تكون "الممثلة" المسلمة، التي ستتزوّج شاباً مسيحياً، في "فيلم كتير كبير" (2015) لميرجان بوشعيا، إذْ تنتقل ألكسندرا قهوجي إلى عالمٍ آخر تماماً، مبنيٍّ على مغامرة يقوم بها 3 أشقاء يعملون في تهريب المخدرات، فيعثرون على طريقة يستحيل كشفها: تصوير فيلم سينمائيّ، لإخفاء عمليات التهريب. هنا، تتحوّل قهوجي إلى ممثلة في "فيلم داخل فيلم"، وتمنح شريكها مصداقية الانفعال، الذي يكشف جوانب عميقة في البنيان الاجتماعي اللبناني، وتضع نفسها أمام اختبار التداخل بين شكلين أدائيين في فيلم واحد.
أما "مشوار" (2012)، للسوري ميّار الرومي، فمساحة سينمائية لن يكون لها شبيهٌ. اللغة السينمائية أعمق في قراءتها أحوال الخراب الإنساني، في مجتمع ذكوريّ؛ وامتلاك الممثلة حيّزها الأوسع تجربةٌ لحضورٍ يحتلّ السياق الدرامي، إلى جانب السوري عمار حاج أحمد، ويطرح أسئلة العلاقات والانتماء والحبّ.