تستمر العروض اليومية لأفلامٍ مُشاركة في الدورة الـ24 (24 يناير/ كانون الثاني ـ 4 فبراير/ شباط 2017) لـ"مهرجان السينما الأوروبية" في بيروت. أفلام مُنتجة في العام الفائت، وأخرى في أعوام سابقة عليه. أفلامٌ مجموعةٌ في حيّز مكانيّ واحد (سينما "متروبوليس")، كي تنفتح على آفاق ومناخات وفضاءات إنسانية مختلفة، تروي فصولاً من يوميات العيش والعلاقات والتفاصيل والمسارات والرغبات والخيبات.
التنويعات كثيرة: من الكوميديا إلى الخيال العلمي الممزوج بقصص الحب والرومانسية، ومن متاهاتِ أفرادٍ إلى ماضٍ يصنع تاريخاً وثقافات وأفكاراً، ومن علاقات متكاملة أو متصادمة إلى نزوات ونفسيات. يُمكن، بهذا كلّه، اختصار المشهد السينمائي، الذي يُقدّمه المهرجان الأوروبي في العاصمة اللبنانية.
من الأفلام المختارة للدورة الجديدة هذه، هناك 3 أفلام: "زوج وزوجة" (إيطاليا، 2017) لسيمون غودانو (1 فبراير/ شباط 2018)، و"المرفأ الصغير" (إنتاج سلوفاكي تشيكي هنغاري مشترك، 2017) لإيفِتا غْرافوفي (2 فبراير/ شباط 2018)، و"العروس" (إسبانيا/ ألمانيا، 2015) لباولا أورتيز (3 فبراير/ شباط 2018). المشترك بينها كامنٌ في سردها مقتطفات من حكايات الحب والعلاقات، إنْ يكن الحبّ مفتوحاً على اختبارات جمّة، وإنْ تقع العلاقات في صدامات وتمزّقات وتساؤلات. والعلاقات نابعةٌ، أصلاً، من الحب، الموجود أو المفقود أو المطلوب، ما يُشرِّع الأفلام الـ3 على مسارات متناقضة، وسرديات متواجهة.
فبعد 10 أعوام على زواجهما، يصطدم الثنائي أندريا وصوفيا (زوج وزوجة) بلعنة الطلاق، إذْ ينتهي المسار بهما في لحظة الانفصال. لكن اختباراً علمياً (شيءٌ من الخيال العلمي لاختبار أحاسيس إنسانية) يصنعه أندريا، يؤدّي إلى تبادل جسده مع زوجته، ما يدفع كلّ واحد منهما إلى عيش حياة الآخر، مع ما يعنيه هذا من تجارب تتناقض وأصله الإنساني ـ البشري ـ الانفعالي.
والحب، المعطّل والمتحوّل إلى اختبار مختلف، يجد طريقه في "المرفأ الصغير"، عبر أمٍ غير مستعدة كي تكون أمّاً، رغم أن لديها ابنة تبلغ 10 أعوام. مع هذا، فإن رغبة جامحة لديها في عيش الحبّ، وفي تشكيل عائلة، تدفعها إلى توفير مأوى لطفلين توأمين، متروكين على ناصية الشارع.
والحبّ، أيضاً، يطغى على علاقة قائمة بين 3 أفراد (العروس): يواجه حبيبان قواعد الاجتماع والعلاقات التقليدية، كي يصنعا حياتهما معاً. لكن، لحظة الاحتفال بزواجهما، تهرب العروس كي تلتقي حبيباً آخر، تريد العيش معه. هذان العصيان والتمرّد يؤدّيان بهما إلى صدامٍ حاد مع تحدّيات وانقلابات وجماعات عديدة.