دفعت الحكومة الألمانية بمقترحات جديدة للأطراف السودانية في محاولة جديدة للدفع بعملية الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس، البشير، نحو ما يزيد عن عام ونصف لحل الأزمة في بلاده.
وحمل المقترح الذي جاء في أربعة محاور، واطلعت عليه "العربي الجديد"، عقد مؤتمر تحضيري للحوار في آديس أبابا، يجمع مندوباً عن الحكومة ومندوباً عن الجبهه الثورية "تضم الحركة الشعبية والحركات المسلحة الدارفورية" يمثله رئيس الجبهه، مالك عقار، ومندوب عن المعارضة السلمية الرافضة للحوار يمثلها زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي.
وسبق أن رفضت الحكومة، في يناير الماضي، المشاركة في مؤتمر تحضيري دعت إليه آلية الوساطة الأفريقية الخاصة بحل أزمات السودان، وتعذرت بانشغالها بالانتخابات، كما أبدت وقتها ملاحظات عن الجهات المدعوة إلى المؤتمر.
اقرأ أيضاً: اعتقال رئيس التيار السلفي الجهادي في السودان
وحددت ورقة الألمان، الذي شرع وفدٌ منها في سلسلة اتصالات بالقوى السياسية في الخرطوم والحكومة أجندة للمؤتمر التحضيري المقترح، تتصل بمناقشة قضايا وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين والمحكوميين السياسيين، فضلاً عن الضمانات لحاملي السلاح للوصول إلى الخرطوم والمشاركة في مؤتمر الحوار الدستوري، إلى جانب فتح المسارات لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مناطق النزاع، وهناك مقترح بعودة الصادق المهدي إلى الخرطوم.
وأبلغت مصادر داخل الحزب الحاكم "العربي الجديد" أن المؤتمر الوطني أبدى مرونة، خلال لقاءاته الوفد الألماني، فيما يتصل بمواقفه السابقة المتمسكة بثنائية التفاوض والسلام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور.
وقالت المصادر ذاتها، إن الوطني وافق مبدئياً على أن تناقش قضايا المنطقتين ودارفور ضمن قضية السودان ككل وفي طاولة الحوار، وهو مطلب للقوى المعارضة والجبهة الثورية.
اقرأ أيضاً: الزواج "الجمهوري" في السودان يحل أزمة العنوسة
وفي المنحى ذاته علم "العربي الجديد" أن رئيس الآلية الأفريقية، ثامبو أمبيكي، الزائر للخرطوم، حالياً، دفع للحزب الحاكم بخطة متكاملة، فيما يتصل بعملية الحوار، اقترح عبرها إقامة مؤتمر تحضيري، في فترة أقصاها نهاية الشهر الجاري، فضلاً عن مناقشة أجندة محددة تتصل بأهداف الحوار وآلياته ومن يشارك فيه، إلى جانب قضايا تهيئة المناخ.
وقال مصدر في الاتحاد الأفريقي لـ"العربي الجديد" إن صبر أمبيك نفد، وأن الرجل مصمم في هذه الجولة على إحراز اختراق في ملف الحوار السوداني، وإلا سيعمد إلى إعلان فشله والدفع بالملف إلى مجلسي السلم الأفريقي والأمن الدولي للتقرير في شأنه.