أصادفُ الحياة مرّة واحدة

15 مارس 2017
إسماعيل الشيخلي / العراق
+ الخط -

ينهشني شيء ما
لا أستطيع أن اصرّح به
لأني لم أفهمه
أرغب أن أُخبركِ عنه أيتها الحياة.

أعتقد بأن الطعنات جرّاء الصّفح
ستُلحقُ بكِ متاهة فاسدة.

أمام نفسي أعيش الكلمات وهي تقطر لأجلي فقط
الآن لا يهم
ماذا سيصيبني بعد ترويض الهواء بالمارشات
ربّما أستدير وأنفخ أصواتاً عند ظلال المدينة القديمة
لعلها تخرجني من حطامي
أو مما لحق بي من نداءات الطيور
قبل ترويضها.

لا صيغة جديدة تضيء العتمة بعد عبارات فاسدة
أمكث قرب آلهة تعتصرها الهواجس
متحاباً مع هشاشة النهايات
آخرون مثل حالتي لن يصفحوا عن تحيّز الأيام
وعن خمود أنفاسهم الغجرية.


لا أعلم
ولا الأمل يعلم
ما أصابني منه مِن أذى.


متاهة أنتِ
كنتِ أسطوانة مشروخة
عجزتُ عن فهمها
كنتِ تجربة لأجل إنضاج الانتظار
ألحَقَتْ بي لحظات ما كنتُ أؤمن بها.

كلما فكرتُ بما أصاب المدينة من اخبار المومسات
وهن يستسلمن لليأس دون شروط
تطول قائمة احزاني
لهذا ما عدتُّ مُهتماً لجذبها نحوي
الى ما هو أبعد من تراكمها من غير معالم واضحة
ليس لأني أصادفك مرة واحدة في الأمكنة المحظورة
بل لأني لن أفلح في لملمة ما تساقط من دموع عليها بسبب الخذلان
وأعجز عن اقتفاء خيانتي للموت.

سأنتظر بعد نشرات الأخبار كل يوم
الكثير من قصص الهاربين من أقدارهم
وهي تطير بعد منتصف الليل إلى السماء.


كان لون الوضوح يوم أمس له شروطه الخاصة
وسيرتي تنقضي دون أن أجدها
على كل واحد منّا أنْ ينكر أحلامه
بما يكرره من تنازلات وجروح.

فعلت ما عليّ ألا أفعله
لأجل أن أتجاهل أسباب انتظاري لكِ.


* شاعر من العراق

دلالات
المساهمون