انشغلت دور الموضة والأزياء العالمية الشهر الماضي، بعروض أزياء خاصة بموسم الربيع والصيف المقبلين، وتتهيأ باريس وروما الشهر المقبل لأسابيع طويلة من عروض الأزياء المصممة "هوت كوتور" بعد سلسلة من عروض الأزياء الجاهزة. البداية من دار كارولينا هيريرا، التي برهنت معظم تصاميمها هذا الموسم عن هدوء يخيم على خطوط مصمميها.
احتلت ألوان الابيض والأسود والقليل من الرمادي كامل المجموعة، التي تميزت بقماش الشيفون، والتطريز الآلي على الاكتاف وفوق الصدر كما بينت لمرة جديدة قدرة الفستان الذي يتميز بـ"فراك" على جوانب الاوراك. العرض أقيم منتصف الشهر المقبل ووصفه كل من حضر بأنه بسيط، للغاية وبإمكان الجميع أن يرتدي هذه الازياء البعيدة كل البعد عن الغرابة، او الفذلكة والتكلف.
لكن المصمم الأميركي، ريكاردو تيسكي، اختار هذه المرة قوة المرأة، ربما بسبب احتدام المعركة الرئاسية وإمكانية وصول هيلاري كلينتون لتكون أول سيدة تدخل البيت الأبيض. ريكاردو تيسكي، طلب من جميع النساء العمل بقوة قائلاً: "أعتقد أن المرأة في هذه اللحظة في المجتمع، لا فقط في أميركا قوية أكثر، أريد أن أجعل منها امرأة حسيّة، وعلى دراية جيدة بمفهوم قوامها ورشاقتها.
تميزت أزيار ريكاردو تيسكي بالنقوش، النارية من زهور وسماء أرجوانية ضمن مجموعة ما سُمي يـ فساتين الكوكتيل القصيرة، ألوان وأنماط مستوحاة من الطبيعة البرية، التقليمات، وطبعة النقاط بألوان قوس قزح. وقدم تيسكي إضافة إلى ذلك مجموعة من تصاميم، كانت أكثر عصرية، ومزجت بين الطابع الرياضي الضيق، ثم فساتين عالية الرقبة أنيقة بتطريز وزخارف آسرة وفق ما وصفت به مجلات الموضة العالمية العرض ألأخير لتيسكي، والتي صنفت البدلات التي قدمها تيسكي، بانها ذات خطين الاول التصميم المُبتكر، والثاني ما حملته هذه البدلات او "التايورات" من قطع كريستال، لتظهر أناقتها وتفوقها.
الحاضرون وصفوا العرض بالمثير، وهو ما يعزز الثقة عند المرأة في تفضيلها للقطع او الازياء المصممة، ويزيد من الطاقة الإيجابية التي يجب ان نتمتع بها.
في اميركا الجنوبية، اختلف الوضع، قبل أسبوع اختتم أسبوع الموضة بالبرازيل فعالياته فى واحدة من أكبر المدن البرازيلية ساو باولو. هكذا قدّمت المصممة جوليانا حبور مجموعتها لصيف وربيع 2017 فتميزت بقماشها الخفيف والبسيط. الغلبة كانت لقماش الـ "لينن" وبالطبع الألوان كانت قوية "فاتحة" كما طغت الموديلات الواسعة والفضفاضة المعروفة.
وطغى على الملابس الطابع الفضفاض المريح الذى يعطي الحرية في الحركة والشعور كذلك بالنسبة للفساتين الطويلة أو القصيرة والسراويل بأشكال عصرية.
وتجلت أجواء الصيف المقبل، من خلال ارتداء العارضات نظارات الشمس كبيرة الحجم والحقائب الملونة، وحتى ربطات العنق التي ترجع لموضة التسعينيات ولم تكن حكرا على عرض واحد ويبدو أنها ستكون بطلة الموضة للعام المقبل بالإضافة إلى "الطبعات" أو النقوش الصيفية، على شكل البحر والأشجار التي ظهرت على الكثير من الأزياء.
المصمم الإيطالي بشيوللي، اختار هذا العام مجموعة من الألوان الصارخة التي ميزت عرضه الأخير، بدأ العرض بلون موحد من الزهري، واستكمل الإطلالات الأولى للعارضات باللون الأحمر، عارضاً كل القصات من السراويل الوردية اللامعة إلى المعاطف الجاكار بالزهري النيون، ونقوش "غرافيك" جريئة.
أجمع الحاضرون، على أن وجهة التصاميم هذه المرة كانت مألوفة، ولو أن بعض الألوان المستعملة كانت مُبهرة، أو تمتاز بالبرق، الياقات دائرية والأكتاف ضيقة والأكمام الطويلة، لكنها جاءت بقصات أكثر انسيابية قلبت الموديلات التي قدمها في الفترة السابقة، كما تميز هذا العرض، بالتطريز الدقيق والطارئ على المصمم الإيطالي، بفعل النعومة التي احتلها على بعض الأماكن في الفستان أو البدلة وحتى السراويل، إضافة إلى بعض الرسوم عند الخصر أو الجوانب.
من جهتها لم تكلف نفسها دار "دولتشي أند غابانا" العريقة اختيار موضوع معين لمجموعتها الخاصة بربيع وصيف 2017. الدار الشهيرة تخلت عن هذه القاعدة، واتجهت في عرض ميلانو الإيطالية يوم الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي بعرض مجموعة من أزياء حفلت بالألوان، الأصفر والأحمر والبنفسجي والزهري. كما تميزت، بالقصات المختلفة التي تميز بها كل زي بشكل يتناسب مع ألوانه وأقمشته. الزهور ونوتات الموسيقى كانت عنواناً بارزاً في المجموعة المقبلة، ما جعل الحاضرين يشعرون بمناخ الصيف وهم في بداية الخريف ولم تستثن الدار ادخال التطريز والزخارف على المجموعة الجديدة وكأنها باتت رمزا من مجموعات الأزياء تعتمدها في مشاغلها المنتشرة في أنحاء العامل.
انقلاب غوتشي للحقائب
ضمن عرضها في أسبوع ميلانو الذي اتسم بالعودة إلى عصر السبعينيات والابتكار الواضح في كل تفاصيل الأزياء والأكسسوار، كشفت غوتشي Gucci عن تشكيلتها الجديدة من الحقائب لموسم ربيع وصيف 2017.
اختارت الدار الإيطالية حقائب الكتف ذات الأحجام الكبيرة والعملية، والمشغولة على أشكال هندسية أضفت عليها لمسة فاخرة ترشحها وبقوة للإطلالات الهامة والرسمية.
ولم يكتف المصمم العالمي اليساندرو ميشيل Alessandro Michele بتصميم الحقائب بالحزام الطويل بل كانت أغلب القطع لليد القصيرة والتي يسهل حملها بين أصابع اليد.