تُناول المرأة التسعينيّة رفيقتها التي تصغرها سناً، ببضع سنوات فقط، زرّاً أزرق من بين مئات الأزرار الملوّنة المكدّسة على الطاولة أمامهما. هما لا تشاركان في دورة تدريب على الخياطة، بل تخضعان هما ومسنّون آخرون من الجنسَين إلى علاج خاص يهدف إلى تنشيط قدراتهما الذهنيّة.
العجوزان المصابتان بخرف الشيخوخة الذي يُسمّى "ألزهايمر"، نسبة إلى الطبيب الألمانيّ المتخصّص بالأمراض النفسيّة والعقليّة والعصبيّة ألويس ألزهايمر الذي اكتشف أوّل حالاته ووثّقها في عام 1906، هما نزيلتا دار تشيلمسفورد للمسنّين في ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأميركيّة. هناك، يحرص الطاقمان الطبيّ والصحيّ الاجتماعيّ على التخفيف من حدّة تدهور قدراتهما ومهاراتهما الذهنيّة والاجتماعيّة، لتعيشا وسواهما من النزلاء ما تبقّى من حياتهما بكرامة. والطاقمان يحرصان على عدم جعل النزلاء على الهامش. فهؤلاء غالباً ما يُهمّشون حتى في أكثر المجتمعات تحضّراً وتطوّراً، وإن زُوِّدوا بالعلاج الدوائيّ اللازم، ذلك العلاج الذي من شأنه إبطاء تفاقم المرض لا شفاؤه. هؤلاء في حاجة إلى اهتمام وحبّ ورعاية خاصة، قليلاً ما يحصلون عليها من قبل أفراد عائلاتهم الذين تكثر انشغالاتهم والذين كثيراً ما يشعرون بأنّ هؤلاء باتوا ثقلاً مرهقاً. تجدر الإشارة إلى أنّ تهميش هؤلاء المصابين بمرض ألزهايمر، يساهم في تدهور حالتهم بوتيرة سريعة، لا سيّما قدراتهم الذهنيّة والإدراكيّة وغيرها.