وقال أردوغان للصحافيين خلال رحلته من العاصمة البلجيكية بروكسل إلى العاصمة اليابانية طوكيو: "لا أظن أن الولايات المتحدة وروسيا قد تصبحان على نفس الخط فيما يخص أي قضية تتعلق بتركيا"، وذلك بعد أن ذكر له الصحافيون أن كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية ستقومان بدعم قوات الاتحاد الديمقراطي في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأضاف أردوغان: "فوق كل شيء، إن تركيا هي حليف للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي، لذلك هل تستطيعون أن تتخيلوا بأن كلاً من واشنطن وموسكو قد تكونان على نفس الخط في أي خطأ يخص تركيا؟ إن هذا غير ممكن".
ورغم الخلاف الواضح بين الإدارة الأميركية وأنقرة حول دور قوات الاتحاد الديمقراطي، والذي انفجر مؤخراً، بعد أن أعلنت الخارجية الأميركية بأن قوات الاتحاد الديمقراطي ليست تنظيماً إرهابياً، قال أردوغان: "على الجميع أن يعرف بأن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني متداخلان معاً، إن روسيا تقول بأنه إن تمت دعوتها من قبل العراق ستقوم بتوجيه ضربات لداعش هناك أيضاً، ولكنها لا تقوم بذلك في سورية"، مشيراً إلى أن هدف روسيا الأول كان إنشاء قاعدة لها في اللاذقية.
وشدد أردوغان على أن الشروحات التي قدمها الروس لخرق مقاتلاتهم للأجواء التركية لم تكن جدية، قائلاً: "بالطبع، لقد تضررنا لما حصل، ولكن ليس هناك أي معنى للحديث مع بوتين في ظل هذه الظروف"، وذلك في إطار رده عن سؤال حول إن كان سيقوم بالاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحذر أردوغان من أنه على روسيا أن تضع بعين الاعتبار تأثير أي فعل تقوم به على العلاقات الثنائية مع أنقرة، التي تعتبر بدورها من أهم الشركاء الاقتصاديين لروسيا، قائلاً: "إن هذه ليست قضية أحادية الجانب، هناك قضايا يتعين على روسيا التفكير بها أيضاً"، مضيفًا: "من الطبيعي أن تبدي روسيا حساسية اتجاه هذه المواضيع، فنحن المستهلك الأول للغاز الروسي، وإن خسارة تركيا ستكون خسارة مهمة لروسيا، وإن احتاج الأمر تستطيع تركيا أن تؤمن احتياجاتها من الغاز من أماكن مختلفة".
وتعليقاً على تأثير الخطوات الروسية في سورية على المشاريع المشتركة بين الجانبين كإنشاء مفاعل أك كويو النووي، قال أردوغان: "إن لم تقم روسيا ببناء مفاعل أك كوو النووي، سيقوم غيرهم ببنائه"، مشيراً إلى أن روسيا قد صرفت حتى الآن 3 مليارات دولار على مشروع المفاعل.
يأتي هذا بينما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينز شتولتنبرغ، بأن الحلف سيرسل وحدات عسكرية إلى تركيا إن اقتضى الأمر، وذلك خلال تعليقه على الخروقات الروسية للأجواء التركية.
وأكد شتولتنبرغ، قبل القمة التي سيعقدها الناتو في بروكسل، بأن الحلف قادر على حماية أعضائه جميعاً بما فيهم تركيا ضد أي تهديدات محتملة، مضيفًا: "يزيد الناتو من تحضيراته وقدراته في جميع المواضيع بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى تركيا".
اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": روسيا تكرر نفس أخطاء الحرب الباردة بسورية