وجاء كلام أردوغان والعبادي خلال مؤتمر صحافي مشترك لهما في العاصمة التركية أنقرة، تلا اجتماعاً موسعاً عقد بين الجانبين، وضمّ إلى جانب العبادي، الوفد المرافق له.
وخلال المؤتمر الصحافي، لفت العبادي إلى أن زيارته إلى تركيا جاءت لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، معلناً أن تركيا ستزود العراق بحصته المائية كاملة.
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن بلاده ملتزمة بمنع أي منظمة من شنّ هجمات ضد تركيا، أو أي دولة مجاورة، انطلاقاً من الأراضي العراقية، ومؤكداً أن بلاده ترحب بجهود تركيا الساعية إلى إعادة إعمار العراق.
وشدد العبادي على عدم سماح بلاده بـ"الهجمات الإرهابية من أراضينا تجاه تركيا"، مرحباً بافتتاح قنصليتين تركيتين في محافظتي البصرة والموصل.
ولفت أردوغان إلى رغبة بلاده في رفع حجم التبادل التجاري مع العراق، والبالغ 11 مليار دولار حالياً، مضيفاً أن "أمن ورخاء واستقرار العراق، هي أمن واستقرار ورخاء لتركيا، فمصير بلدينا واحد".
اجتماع موسع
وكان عقد بعد ظهر اليوم اجتماع موسع في أنقرة ضمّ وفدي العراق وتركيا، برئاسة كل من العبادي وأردوغان، الذي كان استقبل رئيس الوزراء العراقي في المجمع الرئاسي. وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن اجتماع الوفدين تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير التعاون بين العراق وتركيا في شتى المجالات، فضلا عن تناول المسائل الإقليمية، ولفتت إلى أن العبادي وأردوغان سيعقدان مؤتمرا صحافيا عقب اللقاء.
وكان العبادي، توجه صباح اليوم، إلى العاصمة التركية أنقرة على رأس وفد حكومي، لـ"بحث تعزيز التعاون بين البلدين، وبحثِ عدد من الملفات التي تتعلق بالمياه والكهرباء والصحة والصناعة والاستثمارات والأمن والثقافة وغيرها من الملفات المشتركة"، بحسب بيان صدر عن مكتبه.
وكان رئيس "مركز التفكير السياسي"، إحسان الشمري، وهو أحد مستشاري العبادي، قد لفت في وقت سابق إلى أن زيارة الأخير إلى تركيا "تأتي في الجانب الأكبر منها لتلبية مطالب المتظاهرين (في العراق)، ووضع استراتيجية في ملفات عدة، أبرزها ملف الإطلاقات المائية، والاتفاق مع أنقرة على زيادة الحصة المائية بشكل يتناسب مع الحاجة العراقية، والتوقيع على اتفاقية بهذا الشأن"، مبيناً أن الزيارة ستناقش أيضاً ملف الطاقة الكهربائية المتدهورة في العراق.
وأوضح الشمري أن الوفد العراقي "سيعمل على استقطاب الشركات التركية الاستثمارية، من أجل خلق فرص عمل متزايدة أمام العراقيين، وتدعيم المؤسسات الصحية العراقية بالخبرات التركية، بالشكل الذي يحقق أفضل الخدمات للعراقيين"، مؤكداً في حديث نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن زيارة العبادي إلى تركيا ستناقش الملف الاقتصادي، المتمثل في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى أعلى، وتطوير ملف النفط، ومتابعة المنحة التركية المخصصة لإعمار العراق".
ولفت رئيس "مركز التفكير السياسي" إلى أنه على جدول الزيارة أيضاً "تفعيل الجانب الاستخباري، وضبط الحدود المشتركة، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا في المنطقة، وتأكيد أهمية الحلول السياسية، لضمان تدعيم الاستقرار في الشرق الأوسط".