قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أنه سيثبت لنظيره الأميركي دونالد ترامب، بالوثائق، عدم تطبيق أميركا الكامل لاتفاقية المنطقة الآمنة في شرق الفرات، شمال سورية، في وقت هدد فيه أوروبا مجددا بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين.
وقبيل إقلاع طائرته من العاصمة التركية أنقرة إلى واشنطن، من أجل لقاء نظيره الأميركي، أفاد أردوغان في مؤتمر صحافي بأن "هذه الزيارة تأتي في مرحلة حساسة جدا في العلاقات المشتركة، من مكافحة الإرهاب والعلاقات الاقتصادية المشتركة التي سيتم تناولها، فضلا عن مسألة ملاحقة جماعة الخدمة".
وشدد أردوغان على أن الموضوع السوري "سيتم نقاشه بكل تفاصيله الدقيقة خلال الزيارة، وتقديم الوثائق حول عدم تطبيق أميركا الكامل للاتفاقيات في شرق الفرات والتي أوقفت عملية نبع السلام، فضلا عن تقديم وثائق حول القيادي في الوحدات الكردية فرهاد عبدي شاهين، وأنه من الخطا استقباله في أميركا".
وأضاف أنه "ستكون هناك نقاشات موسعة وشاملة مع ترامب، ولقاء بين الوفود، ولا يمكن القول حاليا إن العناصر الإرهابية خرجت من المنطقة، والعمليات الإرهابية ضد المدنيين في المنطقة دليل على ذلك، ولا يزال هؤلاء في منبج، وأيضا نرصد الإرهابيين في تل أبيض، والوعود الأميركية والروسية لتنظيف المنطقة من الإرهابيين لم تنفذ بالشكل الكامل، وعند العودة من أميركا سيكون لدي اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وتطرق أردوغان إلى موضوع إعادة عناصر داعش إلى بلدانهم الأصلية، مبينا أن "مرحلة من التخبط بدأت في هذا الوقت"، مضيفا أن تركيا خلال هذا الفترة "فكرت كثيرا بمصير هؤلاء، وعلى هذه الدول التفكير بعد اليوم بمصيرهم".
وهدد أردوغان أوروبا التي تفرض عقوبات على تركيا بسبب التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، بالقول "تركيا ليست دولة معترف بها وحسب، بل يتم التفاوض معها للانضمام للاتحاد الأوروبي. هذه المفاوضات قد تنتهي، لذا من المهم معرفة تركيا التي تستضيف 4 ملايين لاجئ بأي موقف يتم اتخاذه، فإن فتحت الأبواب يمكن لعناصر داعش أن يذهبوا إليكم، وأنتم انظروا في شأنهم".
وأفاد بأن العملية العسكرية التركية في شمال سورية أسفرت حتى الآن عن "مقتل 11 جنديا تركيا وجرح 163 آخرين، فضلا عن مقتل 202 مقاتل من الجيش الوطني السوري، وجرح 656 آخرين، فيما قتل 21 مدنيا في تركيا وجرح 184 آخرون، فلا توجد نتيجة للدوريات المشتركة، وبعد الآن نسعى لمزيد من الحزم مع روسيا وأميركا في هذه المنطقة".
وأضاف أردوغان "يجب مراجعة مسألة عدم توجه الناتو لهذه المنطقة كون تركيا جزءا من الناتو، ولهذا فإن قمة الناتو الشهر المقبل في لندن هامة لبحث هذا الموضوع، فلا يمكن فهم كيف يُترك عضو في الناتو وحيدا من قبل حلفائه ضد هجوم يتعرض له".
وتشهد العلاقات التركية الأميركية توترا كبيرا بسبب خلافات في مسائل عديدة، منها مسألة صواريخ إس 400 الروسية، ومنع بيع مقاتلات إف 35 الأميركية لتركيا، فضلا عن وجود عقوبات اقتصادية وملاحقات لمصرف خالق بانك، ودعم جماعات مصنفة إرهابية في تركيا من قبل أميركا، ويأمل أردوغان في زيارته هذه بحل كثير من هذه القضايا الخلافية.