أخطاء تربوية في الإجازة الصيفية

29 يوليو 2016
الإجازة الصيفية فرصة للتواصل مع الأبناء (getty)
+ الخط -
هناك هاجس سنوي يثقل على الوالدين ويجعلهما في حالة توتر "الإجازة الصيفية وفراغ الأبناء"، فبعد عناء الدراسة والمرور بألف موقف تأتي الإجازة الصيفية تحمل عددا كبيرا من الأيام، يعتبرها الأبناء وقتا مستحقا للراحة والتمتع، أما الآباء فيرون أنها وقت عليهم شغل أبنائهم به، ونحن كتربويين نراه وقتا ثمينا على الوالدين استثماره في الاهتمام بالجانب الاجتماعي والثقافي في شخصية الأبناء، وفيما يلي نقدم خمسة من أشهرالأخطاء التربوية التي يقع فيها الأهل في الإجازة الصيفية.


وعود غير واضحة وغير اقعية:
الوعود غير الواضحة وغير الواقعية للإجازة الصيفية تدفع بأبنائنا إلى اكتساب استجابات الشك وعدم الثقة، في المقابل قدم لهم وعودا واضحة قابلة للتحقيق وحسب إمكاناتك المادية، ذلك سلوك تربوي مريح لك ولأبنائك، كما أن الوعود غير الواضحة وغير الواقعية تجلب لك المزيد من الضغوط والمشاحنات في الأسرة أنت في غنى عنها خاصة عندما تتمتع أسرتك بأبناء في سن المراهقة.

تناقض في القيم والسلوكيات
عليكم ألّا تكونوا في تناقض في سلوكياتكم مع أبنائكم، لاسيما المراهقين، فيما يتعلق بارتداءالملابس أو المرح أو لقاء الأصدقاء وحضور الحفلات والسهرات، فمثلا تتركون أبناءكم يمرحون مع أصدقائهم مرة ومرة أخرى تنهونهم أن يقضوا وقتا طويلا معا بحجة أن هناك وقتا للأسرة. يجب أن توضحوا لهم من الأصل أن عليكم تقسيم الوقت ما بين الأصدقاء والأسرة. ولا تتركوا ذلك للأهواء والحالة المزاجية.



اتخاذ القرارات المتفردة
التقيت بالكثير من الأطفال والمراهقين والشباب، أغلبهم أجمعوا أنهم يفتقرون للمشاركة الفاعلة في حياتهم الاجتماعية الأسرية، فالوالدان فقط من يقررون أين؟ ومتى؟ وكم من الوقت؟ وكيف؟ ولماذا؟ وهنا يكسب أبناءنا التبعية والتسلط، ولذلك آثار سلبية في سلوكياتهم وأفكارهم بين أنفسهم وبينهم وبين رفاقهم.


بلا شرط أو قيد
علينا أن نمتلك الحدود الاجتماعية والثقافية التي تنظم حياتنا الأسرية منذ نعومة أظافر أطفالنا
حتى ينمو عليها تطورهم الاجتماعي والنفسي، كثير من الفتيات والفتيان يتحدثون معي بمرارة عن القيود والشروط التي يفرضها الوالدان عليهم وقت طلبهم الخروج في نزهة ما أو رحلة ما أو تخييم ما خلال الإجازة الصيفية بالرغم من أن آبائهم وأمهاتهم تمتعوا بهذا الأمر في وقت ما ولمسه الأبناء في طفولتهم، إذن لمَ يحرمنا الوالدان الآن من التمتع بذلك؟ سؤال وجيه. لا تضعوا أنفسكم في هذا الموقف، اجعلوا حياة أبنائكم من بذورها إلى فروعها منظمة منذ البداية، فالقيود والشروط المستحدثة لموقف ما كالرحلات والتخييم، تضغط على الأبناء وتولد لديهم التمرد والعصيان والخروج عن المشروط، من يهتم بتربة خصبة لأبنائه يحصد سنابل قوية لا تهزها الرياح.


تحميل الأبناء العبء
يخطئ الكثير من الأهل في تحميل الأبناء عبء تعبهم وجهودهم في العمل داخل المنزل وخارجه من أجل طلبات واحتياجات الأبناء فيكرر الأب أو الأم عبارة تدل على التمنين وتحميل العبء، تلك الكلمات تعتبر سماً قاتلا في روح الأبناء وتكدس مشاعر سلبية في نفوسهم تدفعهم للانفصال روحيا عن واقع أسرهم، هناك أساليب أفضل كي نشعر أولادنا بالمسؤولية مثل إشراكهم في الأدوار المنزلية أو تشجيعهم على العمل في الإجازة الصيفية.
الأجدر بنا إشراك أولادنا في مسؤولياتنا ومنحهم إجازة صيفية بابتسامة ورضا، فالأساليب الإيجابية تدعم انتماءهم للأسرة وتجعلهم متفاعلين بشجاعة وروح مبادرة.


دلالات
المساهمون