"Dubmash".. واقع مر وخيال متهكم

18 مارس 2015
يمكن تحميل التطبيق مجاناً على الهاتف (Getty)
+ الخط -

منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، ظهر العديد من نجوم اليوتيوب وذاع صيتهم بين المستخدمين، مما دفع غيرهم إلى البحث عن وسائل أفضل للتعبير، وجذب أكبر عدد من المعجبين. ومنذ أيام، انتشرت ظاهرة الداب سماش "Dubsmash" على صفحات التواصل الاجتماعي، وتعد هذه الظاهرة من أحدث (الأفشات) التي نالت إعجاب الملايين.

والداب سماش Dubsmash هو تطبيق يسمح بتقليد أصوات الفنانين، وعمل فيديوهات صوتية كوميدية، عن طريق استخدام تصوير شخصي بسيط بالهاتف المحمول (سيلفي)، مع إضافة مقاطع صوتية لفنانين مشهورين بمختلف لغات العالم. وسر نجاح هذا التطبيق يكمن في عصا تصوير الداب سماش والسيلفي التي تعمل بالريموت كنترول، عن طريق توصيله بالهاتف المحمول، واستقبال أوامر التصوير عن طريق البلوتوث. أما برنامج الداب سماش نفسه فيتم تحميله مجانا على الهاتف، سواء الأندرويد أو الآيفون.

ولم يقتصر استخدام البرنامج على المواقف المضحكة فقط، بل استخدمه بعض الشباب فى انتقاد بعض السياسيين والإعلاميين فى أفعالهم وأقوالهم، كما اعتبره البعض وسيلة لأظهار المواهب، لدرجة أن إحدى الفتيات لفتت انتباه كثير من المخرجين والفنانين الشباب، وأشادوا بأدائها كثيرا، واعتبروها موهبة يجب الاعتناء بها.

وقد اختلفت آراء المتابعين لهذه الفيديوهات ما بين معجب ومنتقد. رامز شاب عشريني من القاهرة، يرى في ذلك التطبيق متنفسا جيدا للتعبير عن حالة الاكتئاب والكبت النفسي الذي يعيشه الشباب في مصر، نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ويقول إنه لو أتيحت له فرصة استخدام البرنامج لعله يستطيع نقد كل ما يدور من حوله من أزمات، "أعجبني فيديو لشاب ينتقد فيه معاملة والده القاسية وإلحاحه الشديد على مداومة المذاكرة، عدد فيه ألوان الضرب المبرح التي يتلقاها من والده دون أن يدرك عيوب التعليم وأداء المدرسين تجاه الطلبة، مما جعله يعرض فكرة تدهور المنظومة التعليمية، ولكن بشكل مضحك، يردد فيه عبارات قصيرة تناولتها الأفلام المصرية من قبل".

أما سماح، فتقول إنها "شاهدت بعض المقاطع عن طريق فيسبوك من خلال عدة صفحات تقوم بمشاركة تلك اللقطات، وأنوي عمل فيديو، ولكني أبحث عن فكرة مميزة".

أما منصور، فيرى أن هناك من يقلد المشاهد من باب التسلية والسخرية من الأحداث السياسية والاجتماعية، موضحا أن البعض لديه موهبة التقليد بطريقة جيدة، وقد يساعدهم التطبيق في إبراز مواهبهم المختلفة وإظهار قدراتهم الخاصة. وذكر مثالا لفتاة من بورسعيد قامت بتقليد محمد مرسي ومرتضى منصور واللمبي ومبارك وعدد من معلقي برامج كرة القدم ومقدمي (التوك شو). وظهرت الفتاة في عدة مقاطع فيديو، من خلال تطبيق الداب سماش، وحققت أكثر من عشرة ملايين مشاهدة خلال ساعتين.

أما عن الجانب المعارض، فيرى البعض أن هذا الانتشار جاء نتيجة التقليد الأعمى للغرب، من أجل السخرية من الأحداث السياسية والاجتماعية، ووجد البيئة الخصبة للانتشار بسبب الفراغ الذي يعانى منه الشباب عامة. يرى هاني "أن حالة الفوضى التي سادت غالبية الدول العربية مؤخرا كانت سببا في انتشار العديد من الفيديوهات الهزلية التى قد تحمل مضمونا أجوف لا يعبر إلا عن حالة اليأس والإحباط أو الفراغ. والمثير للشفقة هو مشاركة الفتيات في هذه المهاترات، مما يفقدهن بعضا من الاحترام والحياء".

ويبقى السؤال عن العلاقة مع وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات التفاعلية المبتكرة برسم الشباب العربي الذي يعيش أبرز التحولات وأكثرها حدة، في ظل ما هو حاصل منذ انطلاق مسيرة الربيع العربي.


(مصر)

المساهمون