يأتي هذا بعد انتشار مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام محلية، ومواقع التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من أبناء العشائر وهم يرددون الهوسات المشهورة عند العراقيين في الأفراح
والأتراح والمناسبات العشائرية خلال مناقشة ماجستير لأحد أقاربهم.
في السياق، وجّه الأكاديمي العراقي قاسم حسين صالح رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل، انتقد فيها هذه الظاهرة التي وصفها بالسابقة المخجلة.
وجاء في رسالته: "احتل التعليم العالي مرتبة متقدمة عالميا في سبعينيات القرن الماضي، وحتى في زمن الحصار (في تسعينيات القرن الماضي) أسهم في تأسيس كليات في دول عربية، غير أن الملاحظ أن التعليم العالي بالعراق تراجع في عهد الوزير الأسبق علي الأديب الذي تولى المنصب للفترة من 2010 إلى غاية 2014".
وأضاف: "أن يتحول منح شهادة ماجستير إلى هوسات عشائرية في حرم جامعي، فتلك سابقة معيبة ومخجلة، تقتضي من شخصكم الكريم اتخاذ إجراءات صارمة تعيد للجامعات العراقية هيبتها".
كما انتقد علاء سرحان، وهو أكاديمي من جامعة بغداد ما حصل في مناقشة الماجستير المذكورة، مشددا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" على ضرورة وضع ضوابط صارمة على الأشخاص الذين يحضرون مناقشات الماجستير والدكتوراه.
وتابع "مثل هذه التصرفات تقلل من قيمة الجامعة، والشهادة العليا التي تمنحها، كما أنها تمثل ضغوطا إضافية على لجان المناقشة"، مبينا أنه يؤيد توجهات وزارة التعليم السابقة نحو منع أقارب الطالب من حضور المناقشات.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، قد تعهدت بإصدار قرار يقضي بأن تتحول مناقشات الماجستير والدكتوراه من العلنية إلى السرية تجنبا للضغوط، إلا أن هذا القرار لم يصدر.
Facebook Post |
من جانبهم، انتقد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث خلال مناقشة رسالة الماجستير للطالب العراقي.
وعبرت صفحة "تلفزيون العراق" عن استغرابها مما حدث بالقول: "هوسات في مناقشة ماجستير!"، مضيفة "هزلت ورب الكعبة، تدني المستوى العلمي والثقافي في العراق، أصبح الجاهل عالما، هو هذا العلم والبحث العلمي، يعني شنو أنتم؟".
Facebook Post |
واعتبر الناشط محمد أغا، أن ما حدث في مناقشة الماجستير يعد واحدا من الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى التعليم، واصفا ما حدث بـ"العراضة" غير المسلحة.
و"العراضة" تمثل موروثا عراقيا مرتبطا بالعشائر، يتضمن قيام بعض الأشخاص بإطلاق الأهازيج والأشعار الشعبية خلال الأفراح، أما في المآتم، والخصومات بين المعارك فتكون "العراضة" مصحوبة باستعراض لأسلحة العشيرة.