"هالويين" وأسطورة الأشباح

نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "مترو" البريطانية، خبراً عن ظهور وجه شبح في صورة "سيلفي" قبل أيّام من الاحتفال بمناسبة "هالويين" التي يتنكّر فيها الناس في غالبية دول الغرب، في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كلّ عام. وجاء في الخبر أنّ النظر إلى أعلى إطار الصورة يظهر وجه رجل يحوم في المكان، بحواجب سوداء داكنة.

اللافت أنّ المعتقدات الخرافية لشعب السلتيك لا تزال راسخة في أذهان الكثير من الأشخاص لغاية يومنا هذا، حتّى اعتقدت بولا ويلان، الفتاة صاحبة "السيلفي"، حين كانت تقلّب في صورها على الموبايل، أنّ ذلك الوجه قد يكون نتيجة وصول الأرواح الشريرة إلى عالم الأحياء قبل حلول "هالويين" ببضعة أيّام.

ويعود الاحتفال بـ"هالويين" إلى شعب السلتيك الذي سكن في إيرلندا وبريطانيا، وكان يؤمن بالوثنية، وكان يسمى بمهرجان "السامهاين"، أحد أكثر المناسبات شعبية في ذلك الزمن، وهو يمثّل نهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء.

والجدير بالذكر أنّ شعب السلتيك كان يعتقد أنّه في اليوم الأخير من أكتوبر، تُزال الحواجز بين عالم الأحياء وعالم الأموات ليوم واحد، ويتجوّل الأموات بين البشر، مسببين الخراب عن طريق نشر الأمراض وإفساد المحاصيل الزراعية.

لذلك، وخوفاً من أولئك الأموات، كان الناس يتنكّرون بأزياء شيطانية، لاعتقادهم أنّهم حين يرتدون لباساً مصنوعاً من جلود الحيوانات أو رؤوسها، يتمكّنون من خداع الأرواح الشريرة ودفعها للاعتقاد بأنّهم أيضاً أرواح مماثلة لها.

أمّا تلك اليقطينات التي نراها اليوم أمام المنازل المحتفلة بـ"هالويين"، فتعود إلى سلال الفواكه والجوز التي كان يتركها شعب السلتيك على عتبات بيوتهم للأموات، لإيمانهم أنّ تلك الأطعمة قد تخفّف من غضب الأرواح المتجوّلة وتمنعها من الدخول إلى المنازل.

كانت تلك الليلة تثير الرعب في قلوب شعب السلتيك، الذي كان يحذّر أي شخص من الالتفات إلى الخلف فيها، إن سمع خطوات تتعقبّه، لأنّها قد تكون روحاً شريرة.

أمّا عن المسيحيين الذين يحتفلون اليوم بـ"هالويين"، فلا علاقة دينية تربطهم بها، سوى أنّه حين دخلت المسيحية إلى إيرلندا لم تقضِ بشكل نهائي على المعتقدات القديمة المترسّخة في عقول شعبها، ومع الوقت تحوّلت العادات القديمة لشعب السلتيك إلى احتفال ترفيهي.

اقرأ أيضاً: "أحلى فوضى" في بيروت تحتفل بـ"هـالويين"