رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن تل أبيب تدعم بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الحكم، وأن "التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل وروسيا، وزيادة اعتماد نظام الأسد على روسيا بدرجة تفوق اعتماده على إيران خلقت وضعاً مريحاً لتل أبيب، وجعلت الأسد شريكاً لها".
وقال محرر الشؤون العربية في "هآرتس"، تسفي برئيل، إنه على ضوء استعادة النظام لسيطرته على غالبية الأراضي السورية والمعركة في جنوب سورية، يتضح أن "انطباعاً خاطئاً" يتبلور في إسرائيل بأنها تحاول الآن اعتماد سياسة جديدة، وكأنها تسلم بحكم نظام الأسد، خصوصاً في ظل تقارير نشرت الأسابيع الماضية، وأكدت أن إسرائيل أوضحت لروسيا أنها لن تعارض بقاء نظام الأسد (وكأن الأمر بأيديها) أو كأنها تملك أدوات تأثير على طبيعة النظام الذي سيقوم بعد الحرب.
وبحسب برئيل، فإن إسرائيل لم "تسلّم فقط" ببقاء نظام الأسد بل إنها قلقة من احتمال وإمكانية نجاح المليشيات المختلفة بإسقاط نظام الأسد، وإثارة حرب أهلية جديدة بين "المليشيات المنتصرة".
ولفت برئيل إلى أنه على الرغم من أن أوراق العمل التي وضعت في العامين الماضيين، من الجيش ووزارة الخارجية، لم يتم التعبير فيها عن دعم الأسد، إلا أنه يتضح من مجمل التقديرات أن كافة الأطراف والجهات المختصة "تعتبر أن بقاء نظام الأسد خيار مفضل بل وحتى ضروري لأمن إسرائيل".
وأعاد برئيل إلى الأذهان، أن تل أبيب كانت تدين جرائم الأسد في بداية الثورة السورية، إذ إن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزير أفيغدور ليبرمان، وحتى موفد إسرائيل للأمم المتحدة رون بروسار عندما أعلن عام 2012 أن نظام الأسد فقد الحق الأخلاقي بقيادة شعبه"، كانت ضد بقاء الأسد.
وتبنت الخارجية الإسرائيلية سابقاً، موقفاً يدعو لإسقاط الأسد، إلا أن الانطباع، بحسب برئيل، كان أن إسرائيل تعمم بقاء نظام الأسد.
وذكر أيضاً أن تل أبيب اعتبرت في بداية التدخل الروسي في سورية عام 2015، أن هذا التدخل لن يكون مفيداً بل إنه محتوم بالفشل"، مستدركاً بالقول "لكن التدخل العسكري الروسي أحدث انقلاباً في وضع الأسد بل وأدى إلى بلورة ائتلاف متعدد القوميات يشمل أيضاً إيران وتركيا، بالإضافة إلى تدخل دول عربية مثل قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة".
ورأى أن "الائتلاف الروسي ليس منسوجاً بخيوط المحبة، إذ اندلعت ونشبت خلافات بين روسيا وإيران حول السيطرة على أحزمة، وأخرى مع تركيا التي توغلت في المناطق الكردية شمال سورية لتهدد استراتيجية روسيا القائمة على وحدة سورية".
وبين أن "التعاون العسكري الوثيق بين إسرائيل وروسيا، وفّر لتل أبيب حرية مطلقة في إدارة حرب علنية ضد قواعد حزب الله، وقوافل السلاح وأهداف إيرانية في سورية، كما ضم إسرائيل بشكل غير رسمي لتحالف دول عربية تؤيد استمرار نظام الأسد".
وعن تحالف الدول العربية، أشار برئيل إلى أن رئيس نظام الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي التقى في العام 2015 برئيس المخابرات السورية علي مملكوك، وفي العام ذاته أعلن الأسد أن "مصر وسورية في القارب ذاته".
وذكر أيضاً أن وفوداً مصرية زارت دمشق على الرغم من إخراج سورية من الجامعة العربية، كما أن السيسي عاد وصرح عام 2017 بأن "مصر تؤيد جيوش الدول مثل جيوش العراق وسورية وليبيا" ولا تؤيد "الثوار".
وتابع "لقد انضم العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي كان من أوائل الزعماء المنددين بجرائم الأسد والمطالبين برحيله، لاحقاً للموقف المصري وهو ما أدخله في مسار تصادمي مع السعودية".
في المقابل، لفت المحلل الإسرائيلي إلى تغير في موقف الرياض، مبيناً أن "السعودية تمتنع، أخيراً، على أثر سلسلة محادثات بين ولي العهد، محمد بن سلمان وبين القيادة الروسية، عن إبداء مواقف معارضة لبقاء نظام الأسد".