يُعد الغناء والرقص في الثقافة الشعبية النوبية مكوّنَين أساسين للتعبير عن الحزن والفرح، فحتى في الموت لدى النوبيين رقصة معينة مثلما هو حالهم في الفرح، فنجد لديهم رقصات التحطيب، والسوداني، والبربري، ورقصة خاصة للبنات في الموالد، وغيرها.
في أغانيها، تحاول فرقة "نوبانور" النوبية تجسيد هذه الذاكرة المليئة بالغناء والحركة بفن "أجاريد" والمدائح الدينية الإسلامية والمسيحية، وحتى بتلك الأغاني التي أُلفت خصيصاً في سنوات التهجير، عندما بدأ بناء السد العالي.
تغني الفرقة على "مسرح الضمة" في القاهرة، مساء 25 من الشهر الجاري، فتصدح بلغتي النوبة الأصليتين، الفاديكي والكنزي، وهما لغتان غير مكتوبتين تهدف الفرقة من خلال الغناء بهما إلى الحفاظ عليهما من الاندثار.
تأسست "نوبانور" عام 1968 وتوقفت مع وفاة مؤسسها الفنان سيد جمال، ثم عاد رئيسها الحالي أسامة بكري وأحياها من جديد، حيث تضم حالياً 12 عازفاً ومغنياً.
زاد نشاط الفرقة وحضورها في السنوات الأخيرة وقدمت عروضاً في عواصم أوروبية، كما أصدرت ألبومها الأول "دامنيشن"، وعادة ما تؤدي في حفلاتها مجموعة من الرقصات النوبية.
أعضاء الفرقة هم: أسامة بكرى وضياء فتحى وحسن جمال وعازف العود حمودي، وقد تعاون الفنانون في ألبومهم مع فرقة "شان" الويلزية من بريطانيا التي تتشابه في ظروف أغنياتها مع ظروف "نوبانور"، فقد تم تهجير السكان لبناء سد في منطقة ويك الإنكليزية.