"نوافذ مشفّرة" عنوان معرض علوان الذي افتتح أمس في "غاليري رؤى 32" في عمّان، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، وهو يستعير مقولة الشاعر والروائي الروسي بوريس باسترناك (1890 – 1960) في تقديم تجربته الجديدة، وهي: "من يفتح النافذة كمن يفتح أوردته"، في إشارة إلى عزلة الكائن البشري في مواجهة عنف السلطة وقمعها.
في العديد من الأعمال المعروضة، يغيب رأس التمثال الذي يُستحضر في الحضارات العراقية القديمة في الثور المجنّح في محاولة للتخلّص من دلالات الرأس ورمزيته في الأسطورة وصوره النمطية، فانبعاث الإنسان هو خارج تلك القوى الغيبية والقدرية، إنما هو ناتج عن خبرته الذاتية.
تشكّل مادة البرونز أساس اشتغالات النحّات الذي يُبرز الصراع والقلق في حركة الأجساد المنحوتة وتكثيف حالات الاغتراب والوحدة التي تعيشها، وبحثها عن نوافذ/ اتجاهات تنجو عبرها من تيهها وإحساسها بالعدم، وهنا يظهر تنافر الحلم بما يمثّله من بعد ميثولوجي مع الواقع بوصفه شكلاً من أشكال الحقيقة التي يُمكن تغييرها.
في البحث عن تلك النوافذ "المشفّرة"، يجسّد المعرض مساحة للتأمل في لحظة الانكسار والهزيمة، حين يظلّ الجسد المهمّش يقترب من خلاصه الذي يبقى بعيداً.
يُذكر أن علوان العلوان تخرّج من كلية الفنون في "جامعة بغداد" عام 1999، وشارك في أكثر من 20 معرضاً جماعياً أقيمت في الصين وفرنسا وبريطانيا والأردن ولبنان والإمارات والعراق.